موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام التصوف
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 266 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فتكون غاصبا والصلاة في الدار المغصوبة لا تجوز بخلاف والدعاء إلى الله صلاة والإخلاص فيها الحرية عن استرقاق من يدعوهم إليه فهذا هو محل الغني بالله وهنا يستعمل فإن عدلت به إلى غير هذا فقد أخسرت الميزان والله يقول ولا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ وأَلَّا تَطْغَوْا في الْمِيزانِ فتخرجوه عن حده وهو قوله لا تَغْلُوا في دِينِكُمْ والغلو والطغيان هما الرفعة فوق الحد الذي يستحقه المتغالي فيه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب الرابع والستون ومائة في معرفة مقام التصوف)

فاعلم إن التصوف تشبيه بخالقنا *** لأنه خلق فانظر ترى عجبا

كيف التخلق والمكر الخفي له *** في خلقه وبهذا القدر قد حجبا

وذمه في صفات الخلق فاعتبروا *** فيه فذا مثل للعقل قد ضربا

إن الحديد إذا ما الصنع يدخله *** في غير منزلة يرده ذهبا

كذلك الخلق المذموم يرجع *** محمودا إذا هو للرحمن قد نسبا

أن التوصف أخلاق مطهرة *** مع الإله فلا تعدل به نسبا

[خلق رسول الله ص‏]

قال أهل طريق الله التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف‏

وسألت عائشة أم المؤمنين عن خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقالت كان خلقه القرآن‏

وإن الله أثنى عليه بما أعطاه من ذلك فقال وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ‏

[من شرط المنعوت بالتصوف أن يكون حكيما]

ومن شرط المنعوت بالتصوف أن يكون حكيما ذا حكمة وإن لم يكن فلا حظ له في هذا اللقب فإنه حكمة كله فإنه أخلاق وهي تحتاج إلى معرفة تامة وعقل راجح وحضور وتمكن قوي من نفسه حتى لا تحكم عليه الأغراض النفسية وليجعل القرآن أمامه صاحب هذا المقام فينظر إلى ما وصف الحق به نفسه وفي أي حالة وصف نفسه بذلك الذي وصف نفسه ومع من صرف ذلك الوصف الذي وصف به نفسه فليقم الصوفي بهذا الوصف بتلك الحال مع ذلك الصنف فأمر التصوف أمر سهل لمن أخذه بهذا الطريق ولا يستنبط لنفسه أحكاما ويخرج عن ميزان الحق في ذلك فإنه من فعل ذلك لحق بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَياةِ الدُّنْيا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً فإن الله لا يقيم له يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً كما أنهم لم يقيموا للحق هنا وزنا فعادت عليهم صفتهم فما عذبهم بغيرهم‏

[ان الله تعالى لم يذكر في القرآن صفة قهر وشدة إلا وإلى جانبها صفة لطف ولين‏]

فتأمل قوله تعالى في كتابه فإنه ما ذكر صفة قهر وشدة إلا وإلى جانبها صفة لطف ولين حيثما كان من كتاب الله ثم إن أفرد صفة منها ولم يذكر إلى جانبها ما يقابلها أطلبها تجد مقابلها في موضع آخر مفردا أيضا فذلك المفرد المقابل هو لهذا المفرد المقابل والغالب الجمعية قال تعالى نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ثم أردف بالمقابل فقال تعالى وأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ وقال إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ ثم أردف بالمقابل فقال وإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وقال وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى‏ ظُلْمِهِمْ ثم أردف فقال وإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ وتتبع هذا تجده كما ذكرناه لك‏

[ان الله لم يذكر في القرآن نعتا من نعوت أهل السعادة إلا وذكر إلى جانبه نعتا من نعوت أهل الشقاء]

ثم إنه ما ذكر نعتا من نعوت أهل السعادة إلا وذكر إلى جانبه نعتا من نعوت أهل الشقاء إما بتقديم أو تأخير قال تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ في أهل السعادة ثم عطف فقال ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ وقال تعالى في حال أهل السعادة وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ ثم عطف فقال في أهل الشقاء ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ والوجوه هنا عبارة عن النفوس الإنسانية لأن وجه الشي‏ء حقيقته وذاته وعينه لا الوجوه المقيدة بالأبصار فإنها لا تتصف بالظنون ومساق الآية يعطي أن الوجوه هنا هي ذوات المذكورين وقال في الأشقياء وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى‏ ناراً حامِيَةً ثم عطف بالسعداء فقال وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ في جَنَّةٍ عالِيَةٍ وقال في أحوال السعداء فَأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فذكر خيرا ثم عطف وقال وأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فذكر شرا وكذلك قوله من كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها ثم عطف وقال ومن أَرادَ الْآخِرَةَ وسَعى‏ لَها سَعْيَها وقال في العناية فَأَلْهَمَها فُجُورَها ثم عطف فقال وتَقْواها وقال قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها ثم عطف وقَدْ خابَ من دَسَّاها وقال فَأَمَّا من أَعْطى‏ واتَّقى‏ وصَدَّقَ بِالْحُسْنى‏ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏ ثم عطف‏


مخطوطة قونية
4393
4394
4395
4396
4397
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 266 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!