موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الفقر وأسراره
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 263 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الفقر أمر يعم الكون أجمعه *** عينا وحكما ولكن ليس ينطلق‏

إلا على ممكن أسماء خالقه *** تبغيه فهي لهذا الأمر تستبق‏

إن القوي بالاستعداد قوته *** مثل الضعيف ففي الأحكام تتفق‏

إن الحقائق تجري في ميادنها *** وكل حق له في نفسه طلق‏

إن الفقير الذي استولت خصاصته *** عليه في كل شي‏ء ثوبه خلق‏

في كل حال من الأحوال تبصره *** كأنه طبق من فوقه طبق‏

وليس يمنعه عن عين موجدة *** على طريقته الآفات والعلق‏

(و من ذلك)

الفقر حكم ولكن ليس يدركه *** إلا الذي جل عن أهل وعن ولد

الفقر حكم يعم الكون أجمعه *** ولا أحاشي من الأعيان من أحد

لأنها كلها بالذات تطلبه *** والفقر يطلبها بالذات في البلد

فكلها عدد لأنها عدد *** والكل شفع سوى المدعو بالأحد

وما سواه من الأعيان فهو كما *** قلناه كالواهب المحسان والصمد

سبحانه جل أن يحظى به أحد *** فلا يولد في عقل وفي جسد

[أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله‏]

قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ يعني بأسمائه كما نحن فقراء إلى أسمائه ولذلك أتى بالاسم الجامع للأسماء الإلهية حقيقة سره لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ فلو اتصفوا اتصفوا بحقيقة سَنَكْتُبُ ما قالُوا سببه وأَقْرِضُوا الله نزاهته قَرْضاً حَسَناً بيانه ودليله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه جزاؤه وما يَفْعَلُوا من خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وباب الفقر ليس فيه ازدحام لاتساعه وعموم حكمه والفقر صفة مهجورة وما يخلو عنها أحد وهي في كل فقير بحسب ما تعطيه حقيقته وهي ألذ ما ينالها العارف فإنها تدخله على الحق ويقبله الحق لأنه دعاه بها والدعاء طلب وتقرب منها أختها وهي الذلة قال أبو يزيد قال لي الحق تقرب إلي بما ليس لي الذلة والافتقار فذله وحجبه فهاتان صفتان في اللسان نعتان للممكنات ليس لواجب الوجود منهما نعت في اللسان تعالى الله حجاب مسدل وباب مقفل مفتاحه معلق عليه يراه البصير ولا يحس به الأعمى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ وفي هذه الآية أعني آية قوله أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله تسمى الحق لنا باسم كل ما يفتقر إليه غيرة منه أن يفتقر إلى غيره فالفقير هو الذي يفتقر إلى كل شي‏ء ولا يفتقر إليه شي‏ء وهذا هو العبد المحض عند المحققين فتكون حاله في شيئية وجوده كحاله في شيئية عدمه دواء نافع لداء عضال قوله وقَدْ خَلَقْتُكَ من قَبْلُ ولَمْ تَكُ شَيْئاً قضية في عين قضية عامة أَ ولا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ من قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئاً تنبيه على شرف الرتبة هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ من الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً مع وجود عينه لأن الحين الدهري أتى عليه فالفقر احتياج ذاتي من غير تعيين حاجة لجهله بالأصلح له ومن أسماء الله المانع وهو قد أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ حتى الغرض لما خلقه فينا أعطاه خلقه فلإنزال أصحاب أغراض فما يمنع إلا للمصلحة كما يملي لقوم لِيَزْدادُوا إِثْماً فقد أعطاهم الإثم كما أعطى الإثم خلقه فالحق لا يتقيد إنعامه والقوابل تقبل بحسب استعداداتها فمنعه عطاء لعلمه بالمصالح لذلك حكي عن بعضهم أنه سئل عن الفقير ما هو فقال من ليست له إلى الله حاجة يعني على التعيين ونبه أن الاحتياج له ذاتي والله قد أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ فقد أعطاك ما فيه المصلحة لك لو علمت فما بقي لصاحب هذا المقام ما يسأل الله فيه وما شرع السؤال إلا لمن ليس له هذا الشهود ورآه يسأل الأغيار فغار فشرع له أن يسأله ولما سبق في علمه أنه يخلق قوما ويخلق فيهم السؤال إلى الأغيار ويحجبهم عن العلم به أنه المسئول في كل عين مسئولة يفتقر إليها من جماد ونبات وحيوان وملك وغير ذلك من المخلوقات أخبرنا أن الناس فقراء إلى الله أي هو المسئول على الحقيقة فإنه بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فالفقر إلى الله هو الأصل فالعلماء بالله هم الذين يحفظون أحوالهم‏

(وصل) [الغني بالله‏]

الغني بالله فقير إليه فالنسبة بلفظ الفقر إلى الله أولى من النسبة بالغنى لأن الغني نعت ذاتي يرفع المناسبة بين ذات الحق والخلق‏


مخطوطة قونية
4381
4382
4383
4384
4385
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 263 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!