المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة
ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنبيه الثاني عشر
إعلم أن إطلاق الصورة على اللّه تعالى - عند أهل النظر -، إنما هو مجاز لا حقيقة، إذ لا تستعمل حقيقته إلّا في المحسوسات دون المعقولات .
وأما عند المحققين، فإنها تستعمل في وصف اللّه تعالى حقيقة، لأن العالم بأسره: صورة الحضرة الإلهية: تفصيلا .
والإنسان الكامل صورة الحضرة الإلهية جمعا .
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :
“ إن اللّه خلق آدم على صورته “ .
فالنشأة الإنسانية: حازت صورة الحضرة الإلهية، وصورة العالم: لأنه بروحه حاز رتبة الحضرة الإلهية ، ورتبة الأرواح الروحانية .
وبجسمه: حاز رتبة الأجسام .
فرتبته: حازت رتبة الجمع والإحاطة، ولهذا قامت حجة اللّه تعالى على الملائكة، لاحاطته صلى الله عليه وسلم بما لم يحيطوا بعلمه .
واللّه سبحانه وتعالى أعلم .