المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة
ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنبيه الثالث عشر
إعلم أن كلا من الظاهر والباطن: ينقسم إلى قسمين :
باطن مطلق، وباطن مضاف .
وظاهر مطلق، وظاهر مضاف .
فأما الباطن المطلق، فهو: الذات الإلهية وصفاتها، والأعيان الثابتة في علم اللّه تعالى .
والباطن المضاف هو: عالم الأرواح، فإنه ظاهر بالنسبة إلى الباطن المطلق، وباطن بالنسبة إلى الظاهر المطلق، وهو عالم الأجسام .
فلذلك أنشأ اللّه تعالى: صورة الإنسان الكامل: الظاهرة من حقائق العالم وصوره .
وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، فلذلك قال: “ كنت سمعه وبصره “ .
فكما أن هوية الحق تعالى سارية في آدم صلى الله عليه وسلم كذلك هو سار في كل موجود من العالم .
لكن سريانه وظهوره في كل حقيقة من حقائق العالم، إنما هو بقدر استعداده .
وإعلم أن لكل فرد من الأفراد الإنسانية: نصيب من الخلافة، به يدير ما يتعلق من أمر نفسه أو غيره، وهو “ سمعه “ الذي ورثه من والده الأكبر، الذي هو الخليفة صلى الله عليه وسلم .