موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


73. الباب الثالث والسَّبعُون: لطائفه بهم في الموت وبَعْدَه

قال أبو الحسن المعروف بالقزاز: كنا في الفج، فأتانا شاب حسن الوجه عليه طمران، فسلم علينا وقال: هاهنا موضع أموت فيه نظيف؟ قال: فعجبنا، وقلنا له: نعم، فدللناه على عين بالقرب منا، فذهب، فتوضأ، وصلى ما شاء الله، ثم انتظرنا ساعة فلم يجئنا، فأتيناه، فإذا هو ميت!

قال أصحاب سهل بن عبد الله: كان سهل على التخت يغسل، وسبابته من يده اليمنى منتصبة؛ يشير بها!

قال أبو عمرو الاصطخري: رأيت أبا تراب النخشبي في البادية قائما، ميتا لا يمسكه شيء! >

قال إبراهيم بن شيبان: وافاني بعض المريدين فاعتل عندي أياما، فمات، فلما أن أدخل في قبره، أردت أن أكشف خده وأضعه على التراب تذللا؛ لعل الله يرحمه، فتبسم في وجهي، وقال لي: تذللني بين يدي من يدللني؟ قال: قلت: لا يا حبيبي، أحياة بعد الموت؟! فأجاب: أما علمت أن أحباءه لا يموتون، ولكن ينقلون من دار إلى دار.

وقال إبراهيم بن شيبان أيضا: كان عندي في القرية شاب من أهلها، متنسكا، ملازما للمسجد، وكنت مشغوفا به، فاعتل، فأتيت في بعض الجمعات البلد للصلاة، وكنت إذا جئت البلد أقيم عند إخواني بقية يومي وليلتي، فوقع علي الانزعاج بعد العصر، فأتيت القرية بعد العتمة، فسألت عن الفتى؟ قالوا: نظنه متوجعا، فأتيته، وسلمت عليه، وصافحته، فخرجت روحه مع المصافحة، فتوليت غسله، فغلطت في صب الماء؛ أردت أن أصب على يمينه صببت على يساره، ويده في يدي، فانتزع يده من يدي حتى ذهب ما كان عليه من السدر! فغشي على من كان معي، ثم فتح عينيه فيَّ، ففزعت، وصليت عليه، ودخلت القبر أواريه، وكشفت عن وجهه، ففتح عينيه، وتبسم حتى بدت نواجذه وثناياه، فسوينا عليه، وحثينا عليه التراب. >

يشهد لصحة ذلك: ما حدثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الفارسي، حا نصر ابن أحمد البغدادي، ح الوليد بن شجاع السكوني، عن خالد، عن نافع الأشعري، عن حفص بن يزيد بن مسعود بن خراش: أن الربيع بن خراش كان حلف أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار؟ فمكث لا يراه أحد يضحك حتى مات - فيما يرون -، فأغمضوه، وسجوه، وبعثوا إلى قبره ليحفر، وبعثوا إلى كفنه فأتى به، فقال ربعي بن خراش: رحم الله أخي، كان أقومنا في الليل الطويل، وأصومنا في اليوم الحار "، قال: فإنهم لجلوس حوله، إذ طرح الثوب عن وجهه، فاستقبلهم وهو يضحك! فقال له أخوه ربعي: يا أخي، أبعد الموت حياة "؟! قال: نعم؛ إني لقيت ربي، وإنه تلقاني بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإنه قد كساني سندسا وحريرا، ألا وإني وجدت الأمر أيسر مما ترون، فلا تغتروا؛ فإن خليلي محمدا صلى الله عليه وسلم  ينتظرني ليصلي علي، الوَحَى الوَحَى، ثم خرجت نفسه في آخر ذلك كأنها حصاة قذفت في ماء، فبلغ ذلك عائشة أم المؤمنين، فقالت: اخو بني عبس رحمه الله، سمعت رسول الله يقول: {يتكلم رجل من أمتي بعد الموت، من خير التابعين}. >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!