موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


67. الباب السَّابع والسّتّون: في لطائف الله للقوم وتنبيهه إياهم بالهاتف

قال أبو سعيد الخراز: بينا أنا عشية عرفة، قطعني قرب الله عز وجل عن سؤال الله، ثم نازعتني نفسي بأن أسأل الله تعالى، فسمعت هاتفا يقول: أبعد وجود الله تسأل الله غير الله ".

قال أبو حمزة الخراساني: حججت سنة من السنين، فكنت أمشي، فوقعت في بئر، فنازعتني نفسي بأن أستغيث، فقلت: لا والله، لا أستغيث، فما استتممت هذا الخاطر حتى مر برأس بالبئر رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى نطم رأس هذا البئر من الطريق، فأتوا بقصب وبارية، وهممت أن أصيح، ثم قلت: يا من هو أقرب إليَّ منهما، وسكت حتى طموا ومضوا، فإذا أنا بشيء قد دلى برجليه في البئر وهو يقول: تعلق بي، فتعلقت به، فإذا هو سبع، وإذا هاتف يهتف بي ويقول لي: يا أبا حمزة، هذا حسن، نجيناك من التلف في البئر بالسبع ". قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: قال أبو الوليد السقاء: قدَّمَ إليّ أصحابنا يوماً لبنا، فقلت: هذا يضرني، فلما كان يوم من الأيام دعوت الله تعالى فقلت: اللهم اغفر لي؛ فإنك تعلم أني ما أشركت بك طرفة عين، فسمعت هاتفا يهتف بي ويقول: ولا ليلة اللبن؟! " >

قال أبو سعيد الخراز: كنت في البادية، فنالني جوع شديد، فطالبتني نفسي بأن أسأل الله طعاما، فقلت: ليس هذا من فعل المتوكلين، فطالبتني نفسي بأن أسأل الله صبرا، فلما هممت بذلك سمعت هاتفا يقول:

ويزعمُ أنه مِنّا قريب *** وأنا لا نُضَيِّع من أتانا

ويسألنا القوى عجزا وضعفا *** كأنّا لا نراه ولا يرانا

ويشهد لصحة حال الهاتف: ما حدثنا محمد بن محمد بن محمود قال: حا نصر بن زكريا، حا عمار بن الحسن، حا سلمة بن الفضل، حا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: لمّا أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه: فقالوا: والله ما ندري، أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟ قالت: فلما اختلفوا ألقى الله عليهم السِّنَة حتى ما بقي منهم أحد إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه". >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!