The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


66. الباب السَّادس والسّتّون: في توَقِّي القَوم ومجاهداتهم

ورث حارث المحاسبي من أبيه أكثر من ثلاثين ألف دينار، فلم يأخذ منه شيئاً؛ وقال: إنه كان يرى القدر".

قال أبو عثمان: كنا في دار أبي بكر بن أبي حنيفة مع أبي حفص، فجرى ذكر صديق غائب عنا، فقال أبو حفص: لو كان عندنا كاغد كتبنا أليه؟ فقلت: هاهنا كاغد - وكان أبو بكر قد خرج إلى السوق - فقال أبو حفص: لعل أبا بكر قد مات ولم نعلم، وصار الكاغد للورثة؟ فترك الكتاب ".

وقال أبو عثمان: كنت عند أبي حفص وبين يديه زبيب، فأخذت زبيبة ووضعتها في فمي، فأخذ بحلقي وقال: يا خائن؛ تأكل زبيبتي؟ فقلت: لثقتي بزهادتك في الدنيا، وعلمي بإيثارك أخذت الزبيبة، فقال: يا جاهل، تثق بقلب لا يملكه صاحبه".

سمعت كثيرا من مشائخنا يقولون: كان الشيوخ يهجرون الفقير لثلاث: إذا حج عن غيره بمال، وإذا أتى خراسان، وإذا دخل اليمن. >

فقالوا: من أتى خراسان، لم يأته إلا للرفق، وليس بها مباح فيطيب مطعمه. وأما اليمن: ففيه طرق إلى الفسق كثيرة.

وكان أبو المغيث لا يستند، ولا ينام على جنبه، وكان يقوم الليل، وإذا غلبته عينه قعد ووضع جبينه على ركبتيه فيعفو غفوة، فقيل له: أرفق بنفسك؟ فقال: والله ما رفق الرفيق بي رفقا فرحت به؛ أما سمعت سيد المرسلين يقول: {أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثَل}.

قالوا: إن أبا عمرو الزجاجي أقام بمكة سنين كثيرة لم يُحْدِث في الحرم، وكان يخرج من الحرم للحدث ثم يعود إليه وهو على طهارة.

قال سمعت فارسا يقول: كان أبو عبد الله - المعروف بشكثل - لا يكلم الناس، وكان يأوي إلى الخرابات في سواد الكوفة، وكان لا يأكل إلا المباح والقمامات، فلقيته يوما، فتعلقت به وقلت: سألتك بالله ألا أخبرتني ما الذي منعك عن الكلام؟ فقال: "يا هذا، الكون: توَهّم في الحقيقة، ولا تصح العبارة عما لا حقيقة له، والحق: تقصر عنه الأقوال دونه، فما وجه الكلام؟! وتركني ومر". >

قال وسمعته يقول: سمعت الحسين المغازلي يقول: رأيت عبد الله القشاع ليلة قائما على شط دجلة وهو يقول: يا سيدي أنا عطشان، يا سيدي أنا عطشان، حتى أصبح، فلما أصبح قال: يا ويلتي، تبيح لي شيئا وتحول بيني وبينه! وتخطر علي شيئا وتخلي بيني وبينه! فأيش أصنع؟ ورجع ولم يشرب منه.

وسمعته يقول: سمعت بعض الفقراء قال: كنت سنة الهبير مع الناس، فانفلتُّ ثم رجعت، فكنت أطوف بين الجرحى، قال: فرأيت أبا محمد الجريري - وكان قد نيف على المائة - فقلت: يا شيخ، ألا تدعو فيكشف ما ترى؟ قال: قد فعلت، قال: {إني أفعل ما أشاء}. فأعدت عليه، فقال: يا أخي، ليس هذا وقت الدعاء، هذا وقت الرضا والتسليم. فقلت: ألك حاجة؟ فقال: أنا عطشان، فجئته بماء، فأخذه وأراد أن يشرب، فنظر إليَّ فقال: هؤلاء عطاش وأنا أشرب! هذا شَرَه، فرده عليَّ ومات من ساعته. >

قال: وسمعته يقول: سمعت بعض أصحاب الجريري يقول: مكثت عشرين سنة لا يخطر لي ذكر الطعام حتى يحضر، ومكثت عشرين سنة أصلي الفجر على طهور العشاء الآخرة، ومكثت عشرين سنة لا أعقد مع الله عقدا؛ مخافة أن يكذبني على لساني، ومكثت عشرين سنة لا يسمع لساني إلا من قلبي، ثم حالت الحال، فمكثت عشرين سنة لا يسمع قلبي إلا من لساني".

معنى قوله "لا يسمع لساني إلا من قلبي": أي لا أقول إلا من حقيقة ما أنا عليه، وقوله "لا يسمع قلبي إلا من لساني": أي حفظ عليَّ لساني؛ لما قال: {فبي يسمع، وبي يبصر، وبي ينطق}.

قال: وسمعت بعض مشائخنا يقول: سمعت محمد بن سعدان يقول: خدمت أبا المغيث عشرين سنة، فما رأيته أسف على شيء فاته، أو طلب شيئا فقده. >

وقيل: إن أبا السوداء وقف ستين وقفة، وجعفر بن محمد الخلدي وقف خمسين وقفة، وكان بعض المشايخ - وأكثر ظني: أنه أبو حمزة الخراساني - حج عشر حجج عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحج عن العشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عشر حجج، وحج عن نفسه حجة؛ يتوسل بتلك الحجج إلى الله في قبول حجته.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!