موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


68. الباب الثامن والسّتّون: تنبيهه إياهم بالفرَاسَات

قال أبو العباس بن المهتدي: كنت في البادية، فرأيت رجلا يمشي بين يدي حافي القدَم، حاسر الرأس، ليس معه ركوة، فقلت في نفسي: كيف يصلي هذا الرجل ما لهذا طهارة ولا صلاة؟ قال: فالتفت إلى فقال: {يعلم ما في أنفسكم فاحذروه}، قال: فسقطت مغشيا علي، قال: فلما أفقت استغفرت الله من تلك الرؤية التي نظرت بها إليه، فبينا أنا أمشي في بعض الطريق، فإذا هو بين يدي، فلما رأيته هبته وتوقفت، فالتفت إليَّ ثم قرأ: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}، قال: ثم غاب فما رأيته بعد ذلك "، أو كما قال. >

سمعت أبا الحسن الفارسي يقول: قال لي أبو الحسن المزين: دخلت البادية وحدي على التجريد، فلما بلغت العمق قعدت على شفير البركة، فحدثتني نفسي بقطعها البادية على التجريد، ودخلها شيء من العجب، فإذا أنا بالكتاني - أو غيره؛ الشك مني - من وراء البركة، فناداني: يا حجام، إلى كم تحدث نفسك نفسك بالأباطيل؟!

ويروى أنه قال له: يا حجام، احفظ قلبك، ولا تحدث نفسك بالأباطيل ".

وقال ذو النون: رأيت فتى عليه أطمار رثة، فتقذرته نفسي وشهد له قلبي بالولاية، فبقيت بين نفسي وقلبي أتفكر، فاطلع الفتى على سري، فنظر إليَّ فقال: يا ذا النون، لا تبصرني لكي ترى خلقي، وإنما الدر داخل الصدف، ثم ولى وهو يقول: >

تهت على أهل ذا الزمان فما *** أرفع منهم لواحد رأسا

ذاك لأني فتى أخو فطن *** أعرف نفسي وأعرف الناسا

فصرت حراً مملكا مالكا *** مُدَرَّعاً بالقنوع لباسا

ويشهد لصحة الفراسة: ما حدثنا أحمد بن علي قال: حا ثواب بن يزيد الموصلي، حا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حا أبو صالح كاتب الليث، حا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعيد، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله}. >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!