موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


61. الباب الحادي والسّتُّون: قَوْلهم في التَّوْحِيْد

أركان التوحيد سبعة: إفراد القدم عن الحدث، وتنزيه القديم عن إدراك المُحْدَثِ له، وترك التساوي بين النعوت، وإزالة العلة عن الربوبية، وإجلال الحق عن أن تجري قدرة الحدث عليه فتلوّنه، وتنزيهه عن التمييز والتأمل، وتبرئته عن القياس.

قال محمد بن موسى الواسطي: جملة التوحيد: أن كل ما يتسع به اللسان، أو يشير إليه البيان (من تعظيم أو تجريد أو تفريد): فهو معلول، والحقيقة وراء ذلك "، معناه: أن كل ذلك من أوصافك، وصفاتك محدثة معلولة مثلك، وحقيقة الحق هو وصفه له.

وقال بعض الكبراء: التوحيد: إفرادك متوحدا، وهو: أن لا يشهدك الحق إياك ".

قال فارس: لا يصح التوحيد ما بقيت عليك علقة من التجريد، والموحد بالقول لا يشهد السر منفردا به، والموحد بالحال غائب بحاله عن الأقوال، ورؤية الحق حال لا يشهده إلا كل ما له، ولا سبيل إلى توحيده بلا قال ولا حال ".

وقال بعضهم: التوحيد: هو الخروج عن جميعك بشرط استيفاء ما عليك، وأن لا يعود عليك ما يقطعك عنه "، معناه: تبذل مجهود في أداء حق الله، ثم تتبرأ من رؤية أداء حقه، ويستوفيك التوحيد عن أوصافك فلا يعود عليك منها شيء؛ فإنه قاطع لك عنه. >

قال الشبلي: لا يتحقق العبد بالتوحيد حتى يستوحش من سره وحْشَةً لظهور الحق عليه ".

وقال بعضهم: المُوَحِّد: من حَال الله بينه وبين الدارين جميعاً؛ لأن الحقَّ يحمى حريمه؛ قال عز وجل : {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، فلا نردكم إلى معنى سوانا في الدنيا والآخرة.

وعلامة الموحد: أن لا يجرى عليه ذكر إخطار ما لا حقيقة له عند الحق، فالشواهد عن سره مصروفة، والأعواض عن قلبه مطرودة، فلا شاهد يشهده، ولا عوض يعبده، ولا سر يطالعه، ولا بر يلاحظه؛ هو في حقه عن حقه محجوب، وفي حظه عن حظه مسلوب، فلا نصيب له في نصيب، وهو مأسور في أوفر النصيب، والحق أوفر نصيب؛ من فاته الحق فليس له شيء وإن ملك الكون، ومن وجد الحق فله كل شيء وإن لم يملك ذرة ".

معناه: هو قائم بحقه، محجوب عن رؤية قيامه بحقه، وهو مسلوب عن حظوظه، وهو يرى نفسه قائمة بحظوظها، ونصيبه من الحق: وجود الحق، وهو فيه مأسور، وليس له متقدم ولا متأخر.

وأنشدونا لبعضهم: >

مواجيد حق أوجد الحق كلها *** وإن عجزت عنها فُهوم الأكابر



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!