المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
44. الباب الرابع والأربعون: قَولهُم في التوكُّل
قال سريّ السقطي: التوكل: الانخلاع من الحول والقوة.
وقال ابن مسروق: التوكل: الاستسلام لجريان القضاء في الأحكام.
قال سهل: التوكل: الاسترسال بين يدي الله تعالى.
قال أبو عبد الله القرشي: التوكل: ترك الإيواء إلا إلى الله.
قال أبو أيوب: التوكل: طرح البدن في العبودية، وتعلق القلب بالربوبية، والطمأنينة إلى الكفاية.
قال الجنيد: حقيقة التوكل: أن يكون لله تعالى كما لم يكن، فيكون الله له كما لم يزل.
قال أبو سعيد الخراز: قامت الكفايات من السيد لأهل مملكته، فاستغنوا عن مقامات التوكل عليه ليكفيهم؛ فما أقبح التقاضي بأهل الصفاء، جعل التوكل عليه لأجل الكفاية تقاضي القيام بالكفاية، كما قال الشِّبلي: التوكل كدية حسنة.
قال سهل: كل المقامات لها وجه وقفا غير التوكل؛ فإنه وجه بلا قفا، يريد توكل العناية، لا توكل الكفاية: وهو أن لا يطالبه بالأعواض.
وقال بعضهم: التوكل: سر بين العبد وبين الله، معناه كما قال بعض الكبراء: حقيقة التوكل: ترك التوكل، وهو: أن يكون الله لهم حيث كان لهم إذ لم يكونوا موجودين.
قال بعض الكبار لإبراهيم الخواص: إلى ماذا أدى بك التصوف؟ فقال: إلى التوكل. فقال: ويحك، بعد أن تسعى في عمران بطنك؟ معناه: إن توكلك عليه لأجل نفسك احتزاز من مكروه يصيبها. >