المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
43. الباب الثالث والأربعون: قولهم في الشُّكْر
قال الحارث المحاسبي: الشكر: زيادة الله للشاكرين "، معناه: إذا شكر زاده الله توفيقا، فزاد شكرا.
قال أبو سعيد الخزاز: الشكر: الاعتراف للمنعم، والإقرار بالربوبية ".
قال أبو علي الرّوذباري:
لو كلُّ جارحة مِنِّي لها لغةٌ *** تُثني عليك بما أوْلَيْتَ من حَسَن
لكان ما زاد شكري إذ شكرت به *** إليك أزْيَدَ في الإحسان والمنن
قال بعض الكبراء: الشكر: هو الغَيْبَة عن الشكر برؤية المنعم.
قال يحيى بن معاذ: لست بشاكر ما دمت تشكر، وغاية الشكر: التحير؛ وذلك أن الشكر: نعمة من الله يجب الشكر عليها، وهذا لا يتناهى.
أنشدونا لأبى الحسن النوري: >
سأشكر لا أنِّي لا أجازيك مُنْعِماً *** بشكري ولكن كي يُقالَ له الشكر
وأَذْكُرُ أيَّامي لديك وحُسْنَهَا *** وآخر ما يبقى على الشاكر الذكر
كان بعض الكبراء يقول في مناجاته: اللهم إنك تعلم عجزي عن مواضع شكرك، فاشكر نفسك عنّي ".