المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
45. الباب الخامس والأربعون: قُولهم في الرَّض
قال الجنيد: الرضا: ترك الاختيار.
قال الحارث المحاسبي: الرضا: سكون القلب تحت جريان الحكم.
قال ذو النون: الرضا: سرور القلب بمر القضاء.
قال رويم: الرضا: استقبال الأحكام بالفرح.
قال ابن عطاء: الرضا: نظر القلب إلى قديم اختيار الله للعبد؛ فإنه اختار له الأفضل.
قال سفيان عند رابعة: اللهم ارض عني، فقالت له: أما تستحي أن تطلب رضا من لست عنه براض.
قال سهل: إذا اتصل الرضا بالرضوان، اتصلت الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب، يريد: قوله عز وجل {رضي الله عنهم ورضوا عنه}، فمعناه: الرضا في الدنيا تحت مجارى الأحكام: يورث الرضوان في الآخرة بما جرت به الأقلام؛ قال الله تعالى: {وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}، فهو قول الفريقين من أهل الجنة والنار من الموحدين من أهلها؛ فإن المشركين لا يؤذن لهم في الحمد، لأنهم محجوبون.
أنشدونا للنوري:
إن الرضا لَمَرارَات تجرّعُها *** عن القنوع إذا ما استُعْذِب الكدر
عواقب أشهدت بعض الحضور فما *** يرعى التَّكَثُّر إلا ناقَةٌ نزْرُ