موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


28. الباب الثامن والعشرون: قوْلهم في حقيقة الإيمان والفرق بينه وبين الإسلام

قال بعض الشيوخ: حقائق الإيمان أربعة: توحيد بلا حد، وذكر بلا بت، وحال بلا نعت، ووجد بلا وقت "، معنى " حال بلا نعت ": أن يكون وصفه حاله، حتى لا يصف حالا من الأحوال الرفيعة إلا وهو بها موصوف. " ووجد بلا وقت ": أن يكون مشاهدا للحق في كل وقت.

وقال بعضهم: من صح إيمانه لم ينظر إلى الكون وما فيه؛ لأن خساسة الهمة: من قلة المعرفة بالله تعالى ".

وقال بعضهم: صدق الإيمان: التعظيم لله، وثمرته: الحياء من الله ".

وقيل: المؤمن: مشروح الصدر بنور الإسلام، منيب القلب إلى ربه، شهيد الفؤاد لربه، سليم اللب، متعوذ بربه، محترق بقربه، صارخ من بعده ".

وقال بعضهم: الإيمان بالله: مشاهدة ألوهيته ". >

وقال أبو القاسم البغدادي: الإيمان: هو الذي يجمعك إلى الله، ويجمعك بالله، والحق واحد، والمؤمن متوحد، ومن وافق الأشياء فرفته الأهواء، ومن تفرق عن الله بهواه وتبع شهوته وما يهواه: فاته الحق؛ ألا ترى أنه أمرهم بتكرير العقود عند كل خطرة ونظره، فقال: {يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله}،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد بطنه، تعس عبد فرجه، تعس عبد الخميصة}.

وسألت بعض مشايخنا عن الإيمان؟ فقال: هو أن يكون الكل منك مستجيبا في الدعوة مع حذف خواطر الانصراف عن الله بسرك، فتكون شاهدا لما له، غائبا عما ليس له ".

وسألته مرة أخرى عن الإيمان؟ فقال: الإيمان: ما لا يجوز إتيان ضده، ولا ترك تكليفه ".

وفي قوله: {يا أيها الذين آمنوا}: يا أهل صفوتي ومعرفتي، يا أهل قربي ومشاهدتي.

وجعل بعضهم "الإيمان والإسلام" واحدا، وفرق بعضهم بينهما، فقال من فرق بينهما: الإسلام عام والإيمان خاص.

وقال بعضهم: الإسلام: ظاهر، والإيمان: باطن.

وقال بعضهم: الإيمان: تحقيق واعتقاد، والإسلام: خضوع وانقياد.

وقال بعضهم: التوحيد: سر، وهو: تنزيه الحق عن دركه. والمعرفة: بِرّ، وهو: أن تعرفه بصفاته. والإيمان: عقد القلب بحفظ السر ومعرفة البر. والإسلام: مشاهدة قيام الحق بكل ما أنت به مطالب. >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!