المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
12. الباب الثاني عَشَر: اختِلاف قَولهُم في رُؤيَة النَبي عَليْهِ السَّلام
واختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم : هل رأى ربه ليلة المسرى؟
فقال الجمهور منهم والكبار: إنه لم يره محمد صلى الله عليه وسلم ببصره، ولا احد من الخلائق في الدنيا؛ على ما روى عن عائشة أنها قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد كذب " "، منهم: الجنيد، والنوري، وأبو سعيد الخراز.
وقال بعضهم: رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المسرى "، وإنه خُصَّ من بين الخلائق بالرؤية كما خص موسى عليه السلام بالكلام؛ واحتجوا بخبر ابن عباس وأسماء وأنس، منهم: أبو عبد الله القرشي، والشِّبلي، وبعض المتأخرين.
وقال بعضهم: رآه بقلبه، ولم يره ببصره "؛ واستدل بقوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى}.
ولا نعلم أحدا من مشايخ هذه العصبة المعروفين منهم والمتحققين به، ولم نر في كتبهم، ولا مصنفاتهم ولا رسائلهم، ولا في الحكايات الصحيحة عنهم، ولا سمعنا ممن أدركنا منهم، زَعَمَ: أن الله تعالى يرى في الدنيا، أو رآه أحد من الخلق، إلا طائفة لم يعرفوا بأعيانهم، بل زعم بعض الناس: أن قوما من الصوفية ادعوها لأنفسهم.
وقد أطبق المشايخ كلهم: على تضليل من قال ذلك، وتكذيب من ادعاه، وصنفوا في ذلك كتبا، منهم أبو سعيد الخراز، وللجنيد في تكذيب من ادعاه وتضليله رسائل وكلام كثير.
وزعموا: أن من ادعى ذلك: فلم يعرف الله عز وجل.
وهذه كتبهم تشهد على ذلك. >