موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

خف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجا لك ﴿سنستدرجهم من حيث لا يعلمون﴾.


خَفْ مِنْ وُجُودِ إِحْسَانِهِ إِلَيْكَ وَدَوَامِ إِسَاءَتِكَ مَعَهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً لَكَ ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾.


أي خف - أيها المؤمن - من وجود إحسانه سبحانه عليك مع دوام إساءتك معه بترك أوامره أن يكون ذلك استدراجاً أي تدريجاً لك شيئاً فشيئاً حتى يأخذك بغتة . فإن الخوف من الاستدراج بالنعم من صفات المؤمنين كما أن عدم الخوف منه مع الدوام على الإساءة من صفات الكافرين . قال تعالى: { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف أي لا يشعرون بذلك وهو أن يلقي في أوهامهم أنهم على شيء وليسوا كذلك يستدرجهم بذلك حتى يأخذهم بغتة . كما قال تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ } إشارة إلى مخالفتهم وعصيانهم { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي فتحنا عليهم أبواب الرفاهية { حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا } من الحظوظ الدنيوية ولم يشكروا عليها { أَخَذْنَاهمْ بَغْتَةً } أي فجأة { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } ( 44 ) الأنعام أي آيسون قانطون من الرحمة . وقيل في قوله تعالى { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف . نمدهم بالنعم وننسيهم الشكر عليها . فإذا ركنوا إلى النعمة وحجبوا عن المنعم أخذوا . ومن أنواع الاستدراج ما ذكره المصنف بقوله:.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!