The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يبقى لمن يشهد هذا الأمر همة يتصرف بها، والهمة لا تفعل إلا بالجمعية التي لا متسع‏ «1» لصاحبها إلى غير ما اجتمع عليه؟ «3» وهذه المعرفة تفرَّقهُ عن هذه الجمعية. فيظهر العارف‏ «2» التام المعرفة بغاية العجز والضعف. قال بعض الأبدال للشيخ عبد الرزَّاق‏ «3» رضي الله عنه قل للشيخ أبي مدين بعد السلام عليه يا أبا مدين لم لا يعتاص علينا شي‏ء وأنت تعتاص عليك الأشياء: ونحن نرغب في مقامك وأنت لا ترغب في مقامنا؟ وكذلك كان مع كون أبي مدين رضي الله عنه كان عنده ذلك المقام وغيره: ونحن أتم في مقام الضعف والعجز منه. ومع هذا قال له هذا البدل ما قال. وهذا من ذلك القبيل أيضاً. وقال صلى الله عليه وسلم في هذا المقام عن أمر الله له بذلك‏ «ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‏ إِلَيَّ». فالرسول بحكم ما يوحى إليه به‏ «4» ما عنده غير ذلك. فإن أُوحِيَ إليه بالتصرف بجزم‏ «5» تصرَّفَ: وإن منِعَ امتنع، وإن خُيِّر اختار ترْك‏ «6» التصرف إلا أن يكون ناقص المعرفة. قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفاً. هذا لسان إدْلال‏ «7». وأما نحن فما تركناه تظرفاً- وهو تركه إيثاراً- وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار. فمتى تصرف العارفُ بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار «4». ولا نشك‏ «8» أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله. والولي ليس كذلك. ومع هذا فلا يطلبه الرسول في الظاهر لأن للرسول‏
(1) ن: لا تتسع‏

(2) ب: فتظهر للعارف‏

(3) ن: عبد الرازق‏

(4) ساقطة في ن‏

(5) ب: فإن أوحى الله إليه بالتصرف فيه بجزم‏

(6) ن: وترك.

(7) إدلال بالدال من الدلال. ب: إذلال بالذال أي عبودية

(8) ا: شك‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!