المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

المكتوبات - وهي ضمن كتاب النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب كتبه أسبغ اللّه ظله الى بعض الاخوان
![]() |
![]() |
الكتب تكتب للنأى البعيد فما بالى اكاتب من ألقاه في بالى الحمد للََّه و سلام على عباده الذين اصطفى كافة و على سيدنا محمد و الصفوة من عترته الوارثين لعلمه الاحاطى و حاله الجمعى و مقامه العلى خاصة و على ولد قلبه و محل نظر لبّه المولى السيد العالم العارف المشاهد السالم الواصف، احد البراهين آل النبوة، على ان لبيتهم كمال الشرف و الفضل و الفتوة، أبقاه اللّه للمتقين اماما و انزل عليهم به سكينته و عصاما .اما الشوق فبحسب ما يقتضيه حكم الودّ بين المتأسسين بسر، و لكن اللّه ألف بينهم، و لك ود تمهدت أركانه و قواعده بين قوم بموجب هذا التأسيس الرباني لا يخاف بينهم و لم يبق الا طلب اقتران المعنى بحرفه و اتحاد الموصوف بوصفه، و ذلك و ان كان من فروع احكام المحبة المذكورة فله رتبة مكينة تحتوى على ذرة ثمينة لا يعرف قدرها الا من عرف سر تجلى الحق في الصور، و لم يقنع في معرفة هذه الأمور و مثلها بالحديث و الخبر، و: ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم ( 4الجمعة) و سوى هذا و ما ثم سوى و هذه المفاوضة و مثلها من صور الأسباب و وسائل المقصود، منها بعد ملاحظة وجه الحق فيها تحريك سلسلة الرابطة الربانية الثابتة في الحضرة الجامعة و العرصة الروحانية، عسى ان كتب في الزبور الأول و تقرر في الأزل وصول خير من خلف حجاب شرط او واسطة ان يكون ذلك الخير بواسطة السادة الربانيين و الاخوان الإلهيين و ان يكون منهم ببال .
فليذكرنا المولى أيده اللّه اجمع عند ربه بما يعلم انه نافع لنا على قدر علمه بربه و جاهه عنده، لا على مقدارنا، و ليسأل لنا منه سبحانه خصوصا هذا الفقير ان يكمل تحققه الحاصل له بمعرفته الكاملة و دوام مشاهدته و دوام الحضور معه، حتى يكون مع ربه بعد كمال الاستهلاك فيه و به، ككينونة ربه معه بلا مع و لا غيره في كل مسمى حالا و مقاما و نشأة و موطنا ليكون الكثرة التي يوصف بها بعد ذلك او ينضاف اليه كثرة يكون منبعا لكل وحدة، و وحدته وحدة يتلاشى عندها كل كثرة و وحدة و فرق و جمع، كل ذلك بالذات مع التنزه عن الانحصار تحت احكام الأسماء و الصفات الالية و الكونية و العلية و الدنية، و هذا لسان فيه سعة، و في صورة هذا الوقت ضيق، و اللّه ولى الإحسان .
![]() |
![]() |