موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: سنن الدارمي

الحديث رقم: (641)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ‏ ‏قَالَ كَانَ ‏ ‏سَلَّامٌ ‏ ‏يَذْكُرُ عَنْ ‏ ‏أَيُّوبَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمِكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ ‏

الحديث رقم: (642)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَفَّانُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَيُّوبُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏تَذَاكَرْنَا ‏ ‏بِمَكَّةَ ‏ ‏الرَّجُلَ يَمُوتُ فَقُلْتُ ‏ ‏عِدَّتُهَا مِنْ يَوْمِ يَأْتِيهَا الْخَبَرُ ‏ ‏لِقَوْلِ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏وَقَتَادَةَ ‏ ‏وَأَصْحَابِنَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏فَلَقِيَنِي ‏ ‏طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنَّكَ عَلَيَّ كَرِيمٌ وَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدٍ الْعَيْنُ إِلَيْهِمْ سَرِيعَةٌ وَإِنِّي لَسْتُ آمَنُ عَلَيْكَ وَإِنَّكَ قُلْتَ قَوْلًا هَا هُنَا خِلَافَ قَوْلِ أَهْلِ الْبَلَدِ وَلَسْتُ آمَنُ فَقُلْتُ وَفِي ذَا اخْتِلَافٌ قَالَ نَعَمْ عِدَّتُهَا مِنْ يَوْمِ يَمُوتُ ‏ ‏فَلَقِيتُ ‏ ‏سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ‏ ‏فَسَأَلْتُهُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏عِدَّتُهَا مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏قَالَ وَسَأَلْتُ ‏ ‏مُجَاهِدًا ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏عِدَّتُهَا مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏وَسَأَلْتُ ‏ ‏عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏وَسَأَلْتُ ‏ ‏أَبَا قِلَابَةَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏وَسَأَلْتُ ‏ ‏مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏وَحَدَّثَنِي ‏ ‏نَافِعٌ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏ابْنَ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏و سَمِعْت ‏ ‏عِكْرِمَةَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَكَانَ ‏ ‏ابْنُ عَبَّاسٍ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَمَّادٌ ‏ ‏وَسَمِعْتُ ‏ ‏لَيْثًا ‏ ‏حَدَّثَ عَنْ ‏ ‏الْحَكَمِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏تُوُفِّيَ ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏مِنْ يَوْمِ يَأْتِيهَا الْخَبَرُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏أَقُولُ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ ‏

الحديث رقم: (643)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَعْمَرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَتَيْنَا ‏ ‏عُمَرَ ‏ ‏فِي ‏ ‏الْمُشَرَّكَةِ ‏ ‏فَلَمْ ‏ ‏يُشَرِّكْ ‏ ‏ثُمَّ أَتَيْنَاهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ ‏ ‏فَشَرَّكَ ‏ ‏فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا ‏

الحديث رقم: (644)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏رَوْحٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ ‏ ‏قَالَ قَالَ ‏ ‏ابْنُ مُنَبِّهٍ ‏ ‏كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَا مَضَى ‏ ‏يَضَنُّونَ ‏ ‏بِعِلْمِهِمْ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا فَيَرْغَبُ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي عِلْمِهِمْ فَيَبْذُلُونَ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ وَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ الْيَوْمَ بَذَلُوا عِلْمَهُمْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا فَزَهِدَ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي عِلْمِهِمْ ‏ ‏فَضَنُّوا ‏ ‏عَلَيْهِمْ بِدُنْيَاهُمْ ‏

الحديث رقم: (645)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْكُمَيْتِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الضَّحَّاكُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَرَّ ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏وَهُوَ يُرِيدُ ‏ ‏مَكَّةَ ‏ ‏فَأَقَامَ بِهَا أَيَّامًا فَقَالَ هَلْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏أَحَدٌ أَدْرَكَ أَحَدًا مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالُوا لَهُ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏مَا هَذَا ‏ ‏الْجَفَاءُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏وَأَيُّ ‏ ‏جَفَاءٍ ‏ ‏رَأَيْتَ مِنِّي قَالَ أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏وَلَمْ تَأْتِنِي قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ مَا عَرَفْتَنِي قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ وَلَا أَنَا رَأَيْتُكَ قَالَ فَالْتَفَتَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ‏ ‏فَقَالَ أَصَابَ الشَّيْخُ وَأَخْطَأْتُ قَالَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لِأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمْ الْآخِرَةَ وَعَمَّرْتُمْ الدُّنْيَا فَكَرِهْتُمْ أَنْ تُنْقَلُوا مِنْ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ قَالَ أَصَبْتَ يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏فَكَيْفَ الْقُدُومُ غَدًا عَلَى اللَّهِ قَالَ أَمَّا الْمُحْسِنُ فَكَالْغَائِبِ يَقْدُمُ عَلَى أَهْلِهِ وَأَمَّا الْمُسِيءُ ‏ ‏فَكَالْآبِقِ ‏ ‏يَقْدُمُ عَلَى مَوْلَاهُ فَبَكَى ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏وَقَالَ لَيْتَ شِعْرِي مَا لَنَا عِنْدَ اللَّهِ قَالَ اعْرِضْ عَمَلَكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ قَالَ وَأَيُّ مَكَانٍ أَجِدُهُ قَالَ ‏ { ‏إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ‏} ‏قَالَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللَّهِ يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ { ‏رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ‏} ‏قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏فَأَيُّ عِبَادِ اللَّهِ أَكْرَمُ قَالَ أُولُو الْمُرُوءَةِ ‏ ‏وَالنُّهَى ‏ ‏قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏أَدَاءُ الْفَرَائِضِ مَعَ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ قَالَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏فَأَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏دُعَاءُ الْمُحْسَنِ إِلَيْهِ لِلْمُحْسِنِ قَالَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ لِلسَّائِلِ الْبَائِسِ وَجُهْدُ ‏ ‏الْمُقِلِّ ‏ ‏لَيْسَ فِيهَا ‏ ‏مَنٌّ ‏ ‏وَلَا أَذًى قَالَ فَأَيُّ الْقَوْلِ أَعْدَلُ قَالَ قَوْلُ الْحَقِّ عِنْدَ مَنْ تَخَافُهُ أَوْ ‏ ‏تَرْجُوهُ قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَكْيَسُ ‏ ‏قَالَ رَجُلٌ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَدَلَّ النَّاسَ عَلَيْهَا قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَحْمَقُ قَالَ رَجُلٌ انْحَطَّ فِي هَوَى أَخِيهِ وَهُوَ ظَالِمٌ فَبَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏أَصَبْتَ فَمَا تَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَوَ ‏ ‏تُعْفِينِي قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏لَا وَلَكِنْ نَصِيحَةٌ ‏ ‏تُلْقِيهَا إِلَيَّ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ آبَاءَكَ قَهَرُوا النَّاسَ بِالسَّيْفِ وَأَخَذُوا هَذَا الْمُلْكَ ‏ ‏عَنْوَةً ‏ ‏عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا رِضَاهُمْ حَتَّى قَتَلُوا مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً فَقَدْ ارْتَحَلُوا عَنْهَا فَلَوْ أُشْعِرْتَ مَا قَالُوا وَمَا قِيلَ لَهُمْ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏كَذَبْتَ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْعُلَمَاءِ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا يَكْتُمُونَهُ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نُصْلِحَ قَالَ تَدَعُونَ ‏ ‏الصَّلَفَ ‏ ‏وَتَمَسَّكُونَ بِالْمُرُوءَةِ وَتَقْسِمُونَ بِالسَّوِيَّةِ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏كَيْفَ لَنَا بِالْمَأْخَذِ بِهِ قَالَ ‏ ‏أَبُو حَاَزِمٍ ‏ ‏تَأْخُذُهُ مِنْ حِلِّهِ وَتَضَعُهُ فِي أَهْلِهِ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏هَلْ لَكَ يَا ‏ ‏أَبَا حَازِمٍ ‏ ‏أَنْ تَصْحَبَنَا فَتُصِيبَ مِنَّا وَنُصِيبَ مِنْكَ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏وَلِمَ ذَاكَ قَالَ ‏ ‏أَخْشَى أَنْ أَرْكَنَ إِلَيْكُمْ شَيْئًا قَلِيلًا فَيُذِيقَنِي اللَّهُ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏ارْفَعْ إِلَيْنَا حَوَائِجَكَ قَالَ ‏ ‏تُنْجِينِي مِنْ النَّارِ وَتُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏لَيْسَ ذَاكَ إِلَيَّ قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏فَمَا لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ غَيْرُهَا قَالَ فَادْعُ لِي قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏وَلِيَّكَ فَيَسِّرْهُ لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِنْ كَانَ عَدُوَّكَ فَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ ‏ ‏وَتَرْضَى قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏قَطُّ قَالَ ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏قَدْ أَوْجَزْتُ وَأَكْثَرْتُ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ فَمَا يَنْفَعُنِي أَنْ أَرْمِيَ عَنْ قَوْسٍ لَيْسَ لَهَا وَتَرٌ قَالَ لَهُ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏أَوْصِنِي قَالَ ‏ ‏سَأُوصِيكَ وَأُوجِزُ عَظِّمْ رَبَّكَ ‏ ‏وَنَزِّهْهُ أَنْ يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ أَوْ يَفْقِدَكَ حَيْثُ أَمَرَكَ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَنْفِقْهَا وَلَكَ عِنْدِي مِثْلُهَا كَثِيرٌ قَالَ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُكَ إِيَّايَ هَزْلًا أَوْ رَدِّي عَلَيْكَ بَذْلًا وَمَا أَرْضَاهَا لَكَ فَكَيْفَ أَرْضَاهَا لِنَفْسِي وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّ ‏ ‏مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ‏ ‏لَمَّا وَرَدَ مَاءَ ‏ ‏مَدْيَنَ ‏ ‏وَجَدَ عَلَيْهَا رِعَاءً يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ جَارِيَتَيْنِ ‏ ‏تَذُودَانِ ‏ ‏فَسَأَلَهُمَا فَقَالَتَا ‏ { ‏لَا نَسْقِي حَتَّى ‏ ‏يُصْدِرَ ‏ ‏الرِّعَاءُ ‏ ‏وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ‏} ‏وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ جَائِعًا خَائِفًا لَا يَأْمَنُ فَسَأَلَ رَبَّهُ وَلَمْ يَسْأَلْ النَّاسَ فَلَمْ يَفْطِنْ الرِّعَاءُ وَفَطِنَتْ الْجَارِيتَانِ فَلَمَّا رَجَعَتَا إِلَى أَبِيهِمَا أَخْبَرَتَاهُ بِالْقِصَّةِ وَبِقَوْلِهِ فَقَالَ أَبُوهُمَا ‏ ‏وَهُوَ ‏ ‏شُعَيْبٌ ‏ ‏هَذَا رَجُلٌ جَائِعٌ فَقَالَ لِإِحْدَاهُمَا اذْهَبِي فَادْعِيهِ فَلَمَّا أَتَتْهُ عَظَّمَتْهُ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ ‏ { ‏إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ‏} ‏فَشَقَّ عَلَى ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏حِينَ ذَكَرَتْ ‏ { ‏أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ‏} ‏وَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ يَتْبَعَهَا إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْجِبَالِ جَائِعًا مُسْتَوْحِشًا فَلَمَّا تَبِعَهَا هَبَّتْ الرِّيحُ فَجَعَلَتْ ‏ ‏تَصْفِقُ ‏ ‏ثِيَابَهَا عَلَى ظَهْرِهَا فَتَصِفُ لَهُ ‏ ‏عَجِيزَتَهَا ‏ ‏وَكَانَتْ ذَاتَ ‏ ‏عَجُزٍ ‏ ‏وَجَعَلَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏يُعْرِضُ مَرَّةً وَيَغُضُّ أُخْرَى فَلَمَّا ‏ ‏عِيلَ ‏ ‏صَبْرُهُ نَادَاهَا يَا أَمَةَ اللَّهِ كُونِي خَلْفِي وَأَرِينِي ‏ ‏السَّمْتَ ‏ ‏بِقَوْلِكِ ذَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى ‏ ‏شُعَيْبٍ ‏ ‏إِذَا هُوَ بِالْعَشَاءِ مُهَيَّأً فَقَالَ لَهُ ‏ ‏شُعَيْبٌ ‏ ‏اجْلِسْ يَا شَابُّ فَتَعَشَّ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏أَعُوذُ بِاللَّهِ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏شُعَيْبٌ ‏ ‏لِمَ أَمَا أَنْتَ جَائِعٌ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا عِوَضًا لِمَا سَقَيْتُ لَهُمَا وَإِنَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لَا نَبِيعُ شَيْئًا مِنْ دِينِنَا بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا فَقَالَ لَهُ ‏ ‏شُعَيْبٌ ‏ ‏لَا يَا شَابُّ وَلَكِنَّهَا عَادَتِي وَعَادَةُ آبَائِي ‏ ‏نُقْرِي ‏ ‏الضَّيْفَ وَنُطْعِمُ الطَّعَامَ فَجَلَسَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏فَأَكَلَ فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمِائَةُ دِينَارٍ عِوَضًا لِمَا حَدَّثْتُ ‏ ‏فَالْمَيْتَةُ ‏ ‏وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ فِي حَالِ ‏ ‏الِاضْطِرَارِ أَحَلُّ مِنْ هَذِهِ وَإِنْ كَانَ لِحَقٍّ لِي فِي بَيْتِ الْمَالِ فَلِي فِيهَا ‏ ‏نُظَرَاءُ ‏ ‏فَإِنْ سَاوَيْتَ بَيْنَنَا وَإِلَّا فَلَيْسَ لِي فِيهَا حَاجَةٌ ‏

الحديث رقم: (646)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيِّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏زَيْدٌ الْعَمِّيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بَعْضِ الْفُقَهَاءِ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏ ‏يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ اعْمَلْ بِعِلْمِكَ وَأَعْطِ ‏ ‏فَضْلَ ‏ ‏مَالِكَ وَاحْبِسْ ‏ ‏الْفَضْلَ ‏ ‏مِنْ قَوْلِكَ إِلَّا بِشَيْءٍ مِنْ الْحَدِيثِ يَنْفَعُكَ عِنْدَ رَبِّكَ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الَّذِي عَلِمْتَ ثُمَّ لَمْ تَعْمَلْ بِهِ قَاطِعٌ حُجَّتَكَ وَمَعْذِرَتَكَ عِنْدِ رَبِّكَ إِذَا لَقِيتَهُ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الَّذِي أُمِرْتَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ لَيَشْغَلُكَ عَمَّا نُهِيتَ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لَا تَكُونَنَّ قَوِيًّا فِي عَمَلِ غَيْرِكَ ضَعِيفًا فِي عَمَلِ نَفْسِكَ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لَا يَشْغَلَنَّكَ الَّذِي لِغَيْرِكَ عَنْ الَّذِي لَكَ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ جَالِسْ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ وَاسْتَمِعْ مِنْهُمْ وَدَعْ مُنَازَعَتَهُمْ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ عَظِّمْ الْعُلَمَاءَ لِعِلْمِهِمْ وَصَغِّرْ الْجُهَّالَ لِجَهْلِهِمْ وَلَا تُبَاعِدْهُمْ وَقَرِّبْهُمْ وَعَلِّمْهُمْ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لَا تُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ فِي مَجْلِسٍ حَتَّى تَفْهَمَهُ وَلَا تُجِبْ امْرَأً فِي قَوْلِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مَا قَالَ لَكَ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لَا تَغْتَرَّ بِاللَّهِ وَلَا تَغْتَرَّ بِالنَّاسِ فَإِنَّ الْغِرَّةَ بِاللَّهِ تَرْكُ أَمْرِهِ وَالْغِرَّةَ بِالنَّاسِ اتِّبَاعُ أَهْوَائِهِمْ وَاحْذَرْ مِنْ اللَّهِ مَا حَذَّرَكَ مِنْ نَفْسِهِ وَاحْذَرْ مِنْ النَّاسِ فِتْنَتَهُمْ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّهُ لَا يَكْمُلُ ضَوْءُ النَّهَارِ إِلَّا بِالشَّمْسِ كَذَلِكَ لَا تَكْمُلُ الْحِكْمَةُ إِلَّا بِطَاعَةِ اللَّهِ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ الزَّرْعُ إِلَّا بِالْمَاءِ وَالتُّرَابِ كَذَلِكَ لَا يَصْلُحُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ كُلُّ مُسَافِرٍ مُتَزَوِّدٌ وَسَيَجِدُ إِذَا احْتَاجَ إِلَى زَادِهِ مَا تَزَوَّدَ وَكَذَلِكَ سَيَجِدُ كُلُّ عَامِلٍ إِذَا احْتَاجَ إِلَى عَمَلِهِ فِي الْآخِرَةِ مَا عَمِلَ فِي الدُّنْيَا يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَحُضَّكَ عَلَى عِبَادَتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ لَكَ كَرَامَتَكَ عَلَيْهِ فَلَا تَحَوَّلَنَّ إِلَى غَيْرِهِ فَتَرْجِعَ مِنْ كَرَامَتِهِ إِلَى هَوَانِهِ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِنْ تَنْقُلْ الْحِجَارَةَ وَالْحَدِيدَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ أَنْ تُحَدِّثَ مَنْ لَا يَعْقِلُ حَدِيثَكَ وَمَثَلُ الَّذِي يُحَدِّثُ مَنْ لَا يَعْقِلُ حَدِيثَهُ كَمَثَلِ الَّذِي يُنَادِي الْمَيِّتَ وَيَضَعُ الْمَائِدَةَ لِأَهْلِ الْقُبُورِ ‏

الحديث رقم: (647)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْطَاكِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْخَوَّاصِ الشَّامِيِّ أَبِي عُتْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَمَّا بَعْدُ ‏ ‏اعْقِلُوا وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ عَنْ ‏ ‏الِانْتِفَاعِ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَتَّى صَارَ عَنْ ذَلِكَ سَاهِيًا وَمِنْ فَضْلِ عَقْلِ الْمَرْءِ تَرْكُ النَّظَرِ فِيمَا لَا نَظَرَ فِيهِ حَتَّى لَا يَكُونَ فَضْلُ عَقْلِهِ وَبَالًا عَلَيْهِ فِي تَرْكِ مُنَافَسَةِ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ أَوْ رَجُلٍ شُغِلَ قَلْبُهُ بِبِدْعَةٍ قَلَّدَ فِيهَا دِينَهُ رِجَالًا دُونَ ‏ ‏أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَوْ اكْتَفَى بِرَأْيِهِ فِيمَا لَا يَرَى الْهُدَى إِلَّا فِيهَا وَلَا يَرَى الضَّلَالَةَ إِلَّا بِتَرْكِهَا يَزْعُمُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَهُوَ يَدْعُو إِلَى فِرَاقِ الْقُرْآنِ أَفَمَا كَانَ لِلْقُرْآنِ حَمَلَةٌ قَبْلَهُ وَقَبْلَ أَصْحَابِهِ يَعْمَلُونَ ‏ ‏بِمُحْكَمِهِ ‏ ‏وَيُؤْمِنُونَ ‏ ‏بِمُتَشَابِهِهِ ‏ ‏وَكَانُوا مِنْهُ عَلَى مَنَارٍ كَوَضَحِ الطَّرِيقِ فَكَانَ الْقُرْآنُ إِمَامَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِمَامًا لِأَصْحَابِهِ وَكَانَ أَصْحَابُهُ أَئِمَّةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ رِجَالٌ مَعْرُوفُونَ مَنْسُوبُونَ فِي الْبُلْدَانِ مُتَّفِقُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ ‏ ‏الِاخْتِلَافِ ‏ ‏وَتَسَكَّعَ ‏ ‏أَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ بِرَأْيِهِمْ فِي سُبُلٍ مُخْتَلِفَةٍ ‏ ‏جَائِرَةٍ ‏ ‏عَنْ الْقَصْدِ مُفَارِقَةٍ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَتَوَّهَتْ بِهِمْ ‏ ‏أَدِلَّاؤُهُمْ ‏ ‏فِي ‏ ‏مَهَامِهَ ‏ ‏مُضِلَّةٍ ‏ ‏فَأَمْعَنُوا ‏ ‏فِيهَا ‏ ‏مُتَعَسِّفِينَ ‏ ‏فِي تِيهِهِمْ كُلَّمَا أَحْدَثَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ بِدْعَةً فِي ضَلَالَتِهِمْ انْتَقَلُوا مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا أَثَرَ السَّالِفِينَ وَلَمْ يَقْتَدُوا ‏ ‏بِالْمُهَاجِرِينَ ‏ ‏وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ ‏ ‏عُمَرَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏ ‏لِزِيَادٍ ‏ ‏هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ ‏ ‏زَلَّةُ ‏ ‏عَالِمٍ وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ اتَّقُوا اللَّهَ وَمَا حَدَثَ فِي قُرَّائِكُمْ وَأَهْلِ مَسَاجِدِكُمْ مِنْ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْمَشْيِ بَيْنَ النَّاسِ بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي النَّارِ ‏ ‏يَلْقَاكَ صَاحِبُ ‏ ‏الْغِيبَةِ ‏ ‏فَيَغْتَابُ ‏ ‏عِنْدَكَ مَنْ يَرَى أَنَّكَ تُحِبُّ ‏ ‏غِيبَتَهُ ‏ ‏وَيُخَالِفُكَ إِلَى صَاحِبِكَ ‏ ‏فَيَأْتِيهِ عَنْكَ بِمِثْلِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَاجَتَهُ وَخَفِيَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا أُتِيَ بِهِ عِنْدَ صَاحِبِهِ حُضُورُهُ عِنْدَ مَنْ حَضَرَهُ حُضُورُ الْإِخْوَانِ ‏ ‏وَغَيْبَتُهُ ‏ ‏عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهُ ‏ ‏غَيْبَةُ ‏ ‏الْأَعْدَاءِ مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ ‏ ‏الْأَثَرَةُ ‏ ‏وَمَنْ غَابَ مِنْهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُرْمَةٌ ‏ ‏يَفْتِنُ ‏ ‏مَنْ حَضَرَهُ بِالتَّزْكِيَةِ ‏ ‏وَيَغْتَابُ ‏ ‏مَنْ غَابَ عَنْهُ ‏ ‏بِالْغِيبَةِ ‏ ‏فَيَا لَعِبَادَ اللَّهِ أَمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ رَشِيدٍ وَلَا مُصْلِحٍ يَقْمَعُ هَذَا عَنْ مَكِيدَتِهِ وَيَرُدُّهُ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَلْ عَرَفَ هَوَاهُمْ فِيمَا مَشَى بِهِ إِلَيْهِمْ فَاسْتَمْكَنَ مِنْهُمْ وَأَمْكَنُوهُ مِنْ حَاجَتِهِ فَأَكَلَ بِدِينِهِ مَعَ أَدْيَانِهِمْ فَاللَّهَ اللَّهَ ‏ ‏ذُبُّوا ‏ ‏عَنْ حُرَمِ ‏ ‏أَغْيَابِكُمْ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَنَاصِحُوا اللَّهَ فِي أُمَّتِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ حَمَلَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَإِنَّ الْكِتَابَ لَا يَنْطِقُ حَتَّى يُنْطَقَ بِهِ وَإِنَّ السُّنَّةَ لَا تَعْمَلُ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا فَمَتَى يَتَعَلَّمُ الْجَاهِلُ إِذَا سَكَتَ الْعَالِمُ فَلَمْ يُنْكِرْ مَا ظَهَرَ وَلَمْ يَأْمُرْ بِمَا تُرِكَ وَقَدْ ‏ { ‏أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ‏} ‏اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ رَقَّ فِيهِ الْوَرَعُ وَقَلَّ فِيهِ الْخُشُوعُ وَحَمَلَ الْعِلْمَ مُفْسِدُوهُ فَأَحَبُّوا أَنْ يُعْرَفُوا بِحَمْلِهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَتِهِ فَنَطَقُوا فِيهِ بِالْهَوَى لَمَّا أَدْخَلُوا فِيهِ مِنْ الْخَطَإِ وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَمَّا تَرَكُوا مِنْ الْحَقِّ إِلَى مَا عَمِلُوا بِهِ مِنْ بَاطِلٍ فَذُنُوبُهُمْ ذُنُوبٌ لَا يُسْتَغْفَرُ مِنْهَا وَتَقْصِيرُهُمْ تَقْصِيرٌ لَا يُعْتَرَفُ بِهِ كَيْفَ ‏ ‏يَهْتَدِي الْمُسْتَدِلُّ الْمُسْتَرْشِدُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا أَحَبُّوا الدُّنْيَا وَكَرِهُوا مَنْزِلَةَ أَهْلِهَا فَشَارَكُوهُمْ فِي الْعَيْشِ ‏ ‏وَزَايَلُوهُمْ ‏ ‏بِالْقَوْلِ وَدَافَعُوا بِالْقَوْلِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ أَنْ يُنْسَبُوا إِلَى عَمَلِهِمْ فَلَمْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا انْتَفَوْا مِنْهُ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِيمَا نَسَبُوا إِلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ لِأَنَّ الْعَامِلَ بِالْحَقِّ مُتَكَلِّمٌ وَإِنْ سَكَتَ وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ وَلَكِنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ لِي جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا وَوَقَارًا لِي وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏ { ‏مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ‏} ‏لَمْ يَعْمَلُوا بِهَا ‏ { ‏كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ‏} ‏كُتُبًا وَقَالَ ‏ { ‏خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ‏} ‏قَالَ الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ وَلَا تَكْتَفُوا مِنْ السُّنَّةِ ‏ ‏بِانْتِحَالِهَا ‏ ‏بِالْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا فَإِنَّ ‏ ‏انْتِحَالَ ‏ ‏السُّنَّةِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا كَذِبٌ بِالْقَوْلِ مَعَ إِضَاعَةِ الْعَمَلِ وَلَا تَعِيبُوا بِالْبِدَعِ تَزَيُّنًا بِعَيْبِهَا فَإِنَّ فَسَادَ أَهْلِ الْبِدَعِ لَيْسَ بِزَائِدٍ فِي صَلَاحِكُمْ وَلَا تَعِيبُوهَا بَغْيًا عَلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ الْبَغْيَ مِنْ فَسَادِ أَنْفُسِكُمْ وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلطَّبِيبِ أَنْ يُدَاوِيَ الْمَرْضَى بِمَا يُبَرِّئُهُمْ وَيُمْرِضُهُ فَإِنَّهُ إِذَا مَرِضَ اشْتَغَلَ بِمَرَضِهِ عَنْ مُدَاوَاتِهِمْ وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَمِسَ لِنَفْسِهِ الصِّحَّةَ ‏ ‏لِيَقْوَى بِهِ عَلَى عِلَاجِ الْمَرْضَى فَلْيَكُنْ أَمْرُكُمْ فِيمَا تُنْكِرُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ نَظَرًا مِنْكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَنَصِيحَةً مِنْكُمْ لِرَبِّكُمْ وَشَفَقَةً مِنْكُمْ عَلَى إِخْوَانِكُمْ وَأَنْ تَكُونُوا مَعَ ذَلِكَ بِعُيُوبِ أَنْفُسِكُمْ أَعْنَى مِنْكُمْ بِعُيُوبِ غَيْرِكُمْ وَأَنْ ‏ ‏يَسْتَطْعِمَ ‏ ‏بَعْضُكُمْ بَعْضًا النَّصِيحَةَ وَأَنْ ‏ ‏يَحْظَى عِنْدَكُمْ مَنْ بَذَلَهَا لَكُمْ وَقَبِلَهَا مِنْكُمْ وَقَدْ قَالَ ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ غَضِبْتُمْ تَجِدُونَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا تُنْكِرُونَ مِنْ أُمُورِهِمْ وَتَأْتُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يُوجَدَ عَلَيْكُمْ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ وَرَأْيَ أَهْلِ زَمَانِكُمْ وَتَثَبَّتُوا قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمُوا وَتَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي زَمَانٌ يَشْتَبِهُ فِيهِ الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ وَيَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيهِ مُنْكَرًا وَالْمُنْكَرُ فِيهِ مَعْرُوفًا فَكَمْ مِنْ مُتَقَرِّبٍ إِلَى اللَّهِ بِمَا يُبَاعِدُهُ وَمُتَحَبِّبٍ إِلَيْهِ بِمَا يُغْضِبُهُ عَلَيْهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏ { ‏أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ‏} ‏الْآيَةَ فَعَلَيْكُمْ بِالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ حَتَّى يَبْرُزَ لَكُمْ وَاضِحُ الْحَقِّ بِالْبَيِّنَةِ فَإِنَّ الدَّاخِلَ فِيمَا لَا يَعْلَمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ آثِمٌ وَمَنْ نَظَرَ لِلَّهِ نَظَرَ اللَّهُ لَهُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَأْتَمُّوا بِهِ وَأُمُّوا بِهِ وَعَلَيْكُمْ بِطَلَبِ أَثَرِ الْمَاضِينَ فِيهِ وَلَوْ أَنَّ ‏ ‏الْأَحْبَارَ ‏ ‏وَالرُّهْبَانَ ‏ ‏لَمْ يَتَّقُوا زَوَالَ مَرَاتِبِهِمْ وَفَسَادَ مَنْزِلَتِهِمْ بِإِقَامَةِ الْكِتَابِ وَتِبْيَانِهِ مَا حَرَّفُوهُ وَلَا كَتَمُوهُ وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا خَالَفُوا الْكِتَابَ بِأَعْمَالِهِمْ الْتَمَسُوا أَنْ يَخْدَعُوا قَوْمَهُمْ عَمَّا صَنَعُوا مَخَافَةَ أَنْ تَفْسُدَ مَنَازِلُهُمْ وَأَنْ يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ فَسَادُهُمْ فَحَرَّفُوا الْكِتَابَ بِالتَّفْسِيرِ وَمَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحْرِيفَهُ كَتَمُوهُ فَسَكَتُوا عَنْ صَنِيعِ أَنْفُسِهِمْ إِبْقَاءً عَلَى مَنَازِلِهِمْ وَسَكَتُوا عَمَّا صَنَعَ قَوْمُهُمْ مُصَانَعَةً لَهُمْ وَقَدْ ‏ { ‏أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ‏} ‏بَلْ مَالَئُوا عَلَيْهِ وَرَقَّقُوا لَهُمْ فِيهِ ‏

الحديث رقم: (648)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا نُهِينَا أَنْ ‏ ‏نَبْتَدِئَ ‏ ‏النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَقْدُمَ ‏ ‏الْبَدَوِيُّ وَالْأَعْرَابِيُّ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ ‏ ‏فَجَثَا ‏ ‏بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏إِنَّ رَسُولَكَ أَتَانَا فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ وَبَسَطَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ ‏ ‏آللَّهُ أَرْسَلَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي السَّنَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا فِي أَمْوَالِنَا الزَّكَاةَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ إِلَى الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ قَالَ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَدَعُ مِنْهُنَّ شَيْئًا وَلَا ‏ ‏أُجَاوِزُهُنَّ ‏ ‏قَالَ ثُمَّ ‏ ‏وَثَبَ ‏ ‏الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِنْ صَدَقَ الْأَعْرَابِيُّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ‏

الحديث رقم: (649)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ فُضَيْلٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غُلَامَ ‏ ‏بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏فَقَالَ وَعَلَيْكَ وَقَالَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِكَ مِنْ ‏ ‏بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ‏ ‏وَأَنَا رَسُولُ قَوْمِي إِلَيْكَ وَوَافِدُهُمْ وَإِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ مَسْأَلَتِي إِلَيْكَ ‏ ‏وَمُنَاشِدُكَ ‏ ‏فَمُشَدِّدٌ ‏ ‏مُنَاشَدَتِي ‏ ‏إِيَّاكَ قَالَ خُذْ عَنْكَ يَا أَخَا ‏ ‏بَنِي سَعْدٍ ‏ ‏قَالَ مَنْ خَلَقَكَ وَخَلَقَ مَنْ قَبْلَكَ وَمَنْ هُوَ خَالِقُ مَنْ بَعْدَكَ قَالَ اللَّهُ قَالَ ‏ ‏فَنَشَدْتُكَ ‏ ‏بِذَلِكَ أَهُوَ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ وَأَجْرَى بَيْنَهُنَّ الرِّزْقَ قَالَ اللَّهُ قَالَ ‏ ‏فَنَشَدْتُكَ ‏ ‏بِذَلِكَ أَهُوَ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّا وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ وَأَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ لِمَوَاقِيتِهَا ‏ ‏فَنَشَدْتُكَ ‏ ‏بِذَلِكَ أَهُوَ أَمَرَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّا وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ وَأَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَأْخُذَ مِنْ ‏ ‏حَوَاشِي ‏ ‏أَمْوَالِنَا فَنَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا ‏ ‏فَنَشَدْتُكَ ‏ ‏بِذَلِكَ أَهُوَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَلَسْتُ بِسَائِلِكَ عَنْهَا وَلَا ‏ ‏أَرَبَ ‏ ‏لِي فِيهَا ثُمَّ قَالَ أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَعْمَلَنَّ بِهَا وَمَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ثُمَّ رَجَعَ فَضَحِكَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَتَّى بَدَتْ ‏ ‏نَوَاجِذُهُ ‏ ‏ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ‏ ‏لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ‏

الحديث رقم: (650)

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سَلَمَةُ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ‏ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏كُرَيْبٍ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏بَعَثَ ‏ ‏بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ‏ ‏ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ ‏ ‏إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَدِمَ عَلَيْهِ ‏ ‏فَأَنَاخَ ‏ ‏بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ ‏ ‏عَقَلَهُ ‏ ‏ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ وَكَانَ ‏ ‏ضِمَامٌ ‏ ‏رَجُلًا ‏ ‏جَلْدًا ‏ ‏أَشْعَرَ ‏ ‏ذَا ‏ ‏غَدِيرَتَيْنِ ‏ ‏حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ أَيُّكُمْ ‏ ‏ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَا ‏ ‏ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُحَمَّدٌ ‏ ‏قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا ‏ ‏ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ قَالَ لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ إِنِّي ‏ ‏أَنْشُدُكَ ‏ ‏بِاللَّهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ ‏ ‏آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ ‏ ‏فَأَنْشُدُكَ ‏ ‏بِاللَّهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَنْ ‏ ‏نَخْلَعَ ‏ ‏هَذِهِ ‏ ‏الْأَنْدَادَ ‏ ‏الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِهِ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ ‏ ‏فَأَنْشُدُكَ ‏ ‏بِاللَّهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ ‏ ‏آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلَامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً الزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَشَرَائِعَ الْإِسْلَامِ كُلَّهَا ‏ ‏وَيُنَاشِدُهُ ‏ ‏عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا ‏ ‏نَاشَدَهُ ‏ ‏فِي الَّتِي قَبْلَهَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏ ‏عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏ ‏وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرِيضَةَ وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لَا أَزِيدُ وَلَا أُنْقِصُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حِينَ وَلَّى ‏ ‏إِنْ يَصْدُقْ ذُو ‏ ‏الْعَقِيصَتَيْنِ ‏ ‏يَدْخُلْ الْجَنَّةَ فَأَتَى إِلَى بَعِيرِهِ فَأَطْلَقَ ‏ ‏عِقَالَهُ ‏ ‏ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ أَنْ قَالَ بِاسْتِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى قَالُوا ‏ ‏مَهْ ‏ ‏يَا ‏ ‏ضِمَامُ ‏ ‏اتَّقِ الْبَرَصَ وَاتَّقِ الْجُنُونَ وَاتَّقِ ‏ ‏الْجُذَامَ ‏ ‏قَالَ وَيْلَكُمْ إِنَّهُمَا وَاللَّهِ مَا يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏ ‏عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَنَهَاكُمْ عَنْهُ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا قَالَ يَقُولُ ‏ ‏ابْنُ عَبَّاسٍ ‏ ‏فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ‏ ‏ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ‏

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!