المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
«ك الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» وهو أعلى الأماكن. وعلو المكانة «كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»، و«إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ «1»»، «أَ إِلهٌ مَعَ الله»*. ولما قال الله تعالى «وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا» فجعل «علياً» نعتاً للمكان، «وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «2» «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ» فجعل العلو للملائكة. فلو كان لكونهم ملائكة «3» لدخل الملائكة كلهم في «4» هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند االله «5». وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علواً ذاتياً لكان لكل إنسان. فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة. ومن أسمائه الحسنى العلي.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلي لذاته. أو عن ما ذا وما «6» هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه. وهو من حيث الوجود عين الموجودات. فالمسمى محدثات هي العليَّة لذاتها وليست إلا هو. فهو العلي لا علو إضافة، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمَّت رائحة من الموجود، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات. والعين واحدة من المجموع في المجموع «5». فوجود الكثرة في الأسماء، وهي النسب، وهي أمور عدمية. وليس إلا العين الذي هو الذات. فهو العلي لنفسه لا بالإضافة «7». فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة، لكن الوجوه الوجودية «8» متفاضلة. فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجود الكثيرة. لذلك نقول فيه هو لا هو، أنت لا أنت. قال
(1) ا: ساقطة
(2) ب: إبليس الملائكة
(3) ب: الملائكة
(4) «في» ساقطة في
(5) ا:+ تعالى
(6) وما: ساقطة في ب
(7) ن: بإضافة
(8) ب: الودية.
![]() |
![]() |