المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
الخراز «1» (22- 1) رحمه «2» الله تعالى، وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها. فهو الأول والآخر والظاهر والباطن. فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره. وما ثَمَّ من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه. وهو «3» المسمى أبا «4» سعد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات. فيقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ويقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا في كل ضد، والمتكلم واحد وهو عين السامع. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «و ما حدَّثَتْ به أنفُسَها» فهي المحدثة السامعة حديثها، العالمة بما حدثت به أنفسها «5»، والعين واحدة واختلفت الأحكام.
ولا سبيل إلى جهل مثل هذا فإنه يعلمه كل إنسان من نفسه وهو صورة الحق. فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد «6» في المراتب «6» المعلومة.
فأوجد الواحد العدد، وفصَّل العددُ الواحدَ، وما ظهر حكم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد يعدم الشيء من حيث الحس وهو موجود من حيث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ينشئ ذلك فينشأ بسببه. فإن كل «7» مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلًا والعشرة إلى أدنى وإلى أكثر إلى غير نهاية، ما هي مجموع، ولا ينفك عنها اسم جمع «8» الآحاد.
(1) هو أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز صوفي من أهل بغداد مات سنة 277، راجع القشيري ص 22 والحلية تحت أحمد بن عيسى ج 10 ص
(2) ساقطة في ب م ن
(3) هو ساقطة في ا في الأصل ولكنها وضعت بخط آخر
(4) ب: أبو
(5) ن: نفسه
(6) ب: في المراتب كله
(7) ن م ب: فإن كان كل مرتبة، وكذلك النص في شرحي القاشاني وبالي .. والكلام على أن جواب الشرط محذوف يدل عليه سياق العبارة
(8) ب: جميع.
![]() |
![]() |