موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يكون نبياً وكل نبي لا بد أن يكون ولياً، فكل رسول لا بد أن يكون ولياً، فالرسالة خصوص مقام في الولاية.[1]

وكذلك قال:

فالأولياء هم ولاة الحق على عباده والخواص منهم الأكابر يقال لهم رسل وأنبياء ومن نزل عنهم بقي عليه اسم الولاية فالولاية الفلك المحيط الجامع للكل فهم وإن اجتمعوا في منصب الولاية فالولاة لهم مراتب فالسلطان وال على الخلق والقاضي وال والمحتسب وال وأين رتبة السلطان من مرتبة صاحب الحسبة وكلهم لهم الأمر في الولاية.[2]

وكذلك قال أيضاً:

والولاية لها الأولية ثم تنصحب وتثبت ولا تزول ومن درجاتها النبوة والرسالة فينالها بعض الناس ويصلون إليها وبعض الناس لا يصل إليها، وأما اليوم فلا يصل إلى درجة النبوة، نبوة التشريع، أحد لأن بابها مغلق، والولاية لا ترتفع دنيا ولا آخرة. فللولاية حكم الأول والآخر والظاهر والباطن بنبوة عامة وخاصة وبغير نبوة، ومن أسمائه (سبحانه) الولي وليس من أسمائه نبي ولا رسول. فلهذا انقطعت النبوة والرسالة لأنه لا مستند لها في الأسماء الإلهية ولم تنقطع الولاية فإن الاسم الولي يحفظها.[3]

فهل لو قرأ شيخ الإسلام هذه العبارات الصريحة يعود فيقول ما نقلناه عنه أعلاه! حاشاه، فهو لا يزال إمامٌ عدل عند ظننا به، ولكن فاته البحث وأسرع في الرد من غير بيّنة، غفر الله له ولنا.

دعوى مدح الكفار وانتقاص بعض المسلمين والرسل عليهم الصلاة والسلام

فمما زعمه شيخ الإسلام عن ابن العربي أنه انتقص بعض المسلمين والرسل في حين أنه مدح الكفّار. قال ابن تيميه:

ولما كانت أحوال هؤلاء شيطانية، كانوا مناقضين للرُّسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، كما يوجد في كلام صاحب "الفتوحات المكية" و "الفصوص" وأشباه ذلك، يمدح الكفّار مثل قوم نوح وهود وفرعون وغيرهم، وينتقص الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وهارون! ويذمّ شيوخ المسلمين المحمودين عند المسلمين كالجنيد بن محمد، وسهل بن عبد الله التستري وأمثالهما، ويمدح المذمومين عند المسلمين كالحلاج ونحوه.[4]

وهذا قول بهتان واضح لا يحتاج إلى الردّ عليه، فكتب الشيخ الأكبر تفيض بمدح الرُّسل والأنبياء



[1] الفتوحات المكية: ج2ص257.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص14.

[3] الفتوحات المكية: ج3ص101.

[4] مجموع فتاوي ابن تيمية: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، (ج11ص240). وانظر أيضاً: الرد على ابن تيمية من كلام الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، محمود محمود الغراب، مطبعة بن ثابت-دمشق، 1981، (ص13-15)، وأيضاً: السلفية بين أهل السنة والإمامية، السيد محمد الكثيري، سلسلة الرحلة إلى الثقلين (23) إعداد مركز الأبحاث العقائدية-طهران، (ص271-272).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!