موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  



رحلته نحو الشمال، الدورة الثانية:

(مكة-حلب-دمشق-بغداد-مكة)

حلب (606/1209)

ومع أنه لا بد أن يكون قد مرّ بحلب من قبل حين ذهابه إلى مصر من ملطية عن طريق سورية كما ذكرنا، ولكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها الشيخ محي الدين في حلب.

تعتبر حلب من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان، وهي تشتهر بقلعتها المعروفة باسمها وهي تقع على تلة مرتفعة تشرف على مناطق المدينة القديمة التي لها سبعة أبواب تاريخية ما زال أكثرها ماثل حتى الآن وأهمها باب الفرج وباب الحديد وباب النصر، وكذلك يوجد بها مسجد كبير يدعى المسجد الأموي الكبير وفيه ضريح نبي الله زكريا عليه السلام.

تعتبر حلب مدينة قديمة قدم التاريخ وقد ذكرها ريموش الأكادي بن صارغون 2530-2515 ق.م. مؤسس أول إمبراطورية ساميّة في الشرق بعد أن استولى عليها وأسر ملكها. وقد شهدت حلب عصرها الذهبي في عهد حمورابي البابلي و زمريليم ملك ماري نحو سنة 2000 ق.م، ثم توالت عليها الحضارات مثل الحثيين والمصريين والآشوريين والبابليين والفرس والمكدونيين والإغريق والسلوقيين ثم الرومان حتى فتحها المسلمون عام 637 م بقيادة خالد بن الوليد فتوالت عليها الخلافة الإسلامية الراشدية والأموية والعباسية فشهدت فترة ازدهار ورُقيّ ثقافي وفكري وحضاري في جميع الميادين.

في عهد الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي (523/1128-579/1260) أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة، فبدأت أحوالها بالتحسن إلى أن جاء زلزال حلب المدمر سنة 565/1170 فدمّر جزءاً كبيراً منها ولكن نور الدين الزنكي أعاد بناءها من جديد وأقام فيها العديد من المباني والأسواق.

ومع ظهور الدولة الأيوبية (579/1183-659/1260) حكم حلب الملك الظاهر غازي بن صلاح



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!