موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وبما أن المصادر التاريخية عن ترجمة ابن العربي قليلة جداً وجميعها تعتمد على ما ذكره الشيخ نفسه في كتبه المتفرّقة، فقد اعتمدتُ في هذا الكتاب على سياسة النقل والإكثار من الروايات حتى أترك ابن العربي يتكلّم بنفسه ولم أتدخّل بالشروح إلاّ وقت الضرورة، فلم يكن عملي في هذا الكتاب أكثر من جمع النصوص ووضعها في سياقها التاريخي مع إضافة بعض التحليلات البسيطة حتى نملأ الفراغات التي لا نملك حولها معلومات كافية.

ولقد رأيت أن أقسم هذا الكتاب إلى سبعة فصول يختص كلٌّ منها بحقبة من حياة الشيخ الأكبر وسميّتها بأسماء بعض أوقات مواضع الشمس في السماء بسبب التشابه الذي ذكرناه في بداية هذه المقدمة.

فالفصل الأول هو وقت الفجر ونتكلم فيه عن المرحلة التي سبقت ولادته وعن أصل قبيلته وأجداده وانتقالهم من اليمن إلى الأندلس مع الفتوحات الإسلامية، ثم نتطرق باختصار لتاريخ الأندلس مع بعض التركيز على الفترة التي سبقت ولادة الشيخ الأكبر حيث ننهي الفصل بخلاصة عن الوضع السياسي والاجتماعي في ذلك الوقت.

أما الفصل الثاني فهو الصبح ونتكلم فيه عن بزوغ شمس محي الدين سنة 560/1165 وحياته في طفولته وشبابه وتعليمه وتربيته على أيدي شيوخ الأندلس في ذلك العصر، ثم تنقّله في بعض نواحي الأندلس وبداية شهرته حتى سنة 589/1192.

والفصل الثالث أعطيناه اسم الضُحَى ونغطّي فيه المرحلة ما بين 589/1192 و597/1200 التي تنقّل فيها الشيخ رضي الله عنه عدة مرات ما بين مدن الأندلس والمغرب وتونس.

أما الفصل الرابع فهو وقت الظهر حيث تبلغ الشمس أقصى مداها في السماء، وهو وقت الزوال الذي يكون حينما يختفي ظل الجسم فيه عندما تكون الشمس قائمة عليه وقت الظهيرة، وهو رمز إلى الفناء في الله عمّا سواه، إن كان ثمّ. وفي هذه المرحلة، التي استمرت حتى سنة 600/1203، ارتحل الشيخ نحو المشرق إلى مكة المكرمة ليحج إلى بيت الله الحرام، بعد أن مرّ بمصر والقدس والمدينة المنوّرة.

وفي الفصل الخامس، وهو مرحلة العصر، كما في مرحلة الضحى، بدأ الشيخ رحلات متعددة بين مدن المشرق مكة والقدس وبغداد وحلب وقونية وسيواس والقاهرة، وكان يتردد كثيرا إلى مكة للحج والتدريس في الحرم إلى أن استقرّ في دمشق سنة 620/1223 وبقي بها حتى وفاته رحمه الله تعالى سنة 638/1204 وهي الفترة التي خصّصنا لها الفصل السادس الذي هو وقت الغروب.

أما في الفصل السابع والأخير فقد تكلمنا عن فترة ما بعد ابن العربي حيث بدأت كتبه تنتشر وذكره يعمّ الآفاق أكثر فأكثر وبدأ الناس يهتمون به وبعلومه وكذلك بدأ بعض الناس ينتقدونه ويكفّرونه ويؤلفون الكتب في سبّه وبيان فساد عقيدته ومذهبه كما عكف الكثير من مريديه على شرح كتبه ونشر علومه وتعاليمه ولا يزال هذا الصراع مستمرا إلى هذا الوقت. ومن أجل ذلك فقد سمّينا هذا الفصل بوقت العشاء، حين ينام أكثر البشر، وتلتبس الأمور على بعض ضعيفيّ النظر، ولا يفوز بالوصال إلا من سهِر أو، إذا نام، استيقظ قبل السحَر.

ولقد كان من باب المصادفة العجيبة أن يكون تقسيم هذا الكتاب إلى سبعة فصول بهذا الشكل،



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!