موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فقال له الخضر أنه ما فعل ذلك إلا في حق هذا المنكر وأشار إلى صاحبه الذي كان ينكر خرق العوائد، وهو قاعد في صحن المسجد ينظر إليه، ليعلم أن الله يفعل ما يشاء مع من يشاء، فردّ الشيخ محي الدين وجهه إلى صاحبه المنكر وقال له: ما تقول؟ فقال: ما بعد العين ما يقال.

ثم يقول الشيخ محي الدين أنه رجع إلى صاحبه الرجل الآخر ذي المكانة الرفيعة والذي لم يسمّه، وهو ينتظره بباب المسجد، فتحدث معه ساعة وقال له: من هذا الرجل الذي صلى في الهواء؟ من غير أن يذكر له ما اتفق له معه قبل ذلك في تونس. فقال له: هذا الخضر.

وبعد ذلك يقول الشيخ محي الدين أنهم انصرفوا يريدون مدينة روطة وهي مكان يقصده الصلحاء من المنقطعين وهو بمقربة من بشكنصار على ساحل البحر المحيط.[1]

وبلدة روطة تقع على الشاطئ جنوب غربي إشبيلية وهي جنوب مدينة شريش وهي موضع رباطٍ ومقر للصالحين مقصود من الأقطار، كما يقول الحِميري في "صفة جزيرة الأندلس".[2]

سلا (597/1200)

وبكل الأحوال، سواء قدِم برّاً أو بحراً، فإن الشيخ محي الدين قد قطع عزلته وسياحته وترك الأندلس بعد أن ودّع شيوخه فيها وبقي عليه أن يودّع شيوخه في المغرب. لقد رأينا في الفصل الثاني أن من أوائل الشيوخ الذين كان لهم الفضل في تعليم ابن العربي وتربيته هو الشيخ أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي والذي كان في هذا الوقت في مدينة سلا،[3] فربما كان هذا هو السبب الرئيسي لمجيء الشيخ محي الدين إلى هذه المدينة النائية.

يذكر الشيخ محي الدين في ترجمته لشيخه الكومي في رسالة روح القدس أنه قال به قصيدة حين فارقه وهو متوجه إلى مراكش وكان الشيخ حينئذ يقطن بسلا، قال فيها:[4]

إذا قيل من في الوجود أشرف
إلى أن يقول ....................
قد يكسف البدر في علاه

سيدنا يوسف بن يخلُف
...
وبدر مولاي ليس يُكسف

فإذا كان بكل هذا الوصف فإنه لا شكّ يستحق عناء السفر ليلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، وهذا لا شكّ من الوفاء الذي تميّز به الشيخ الأكبر رضي الله عنه.

وفي مدينة سلا روى الشيخ محي الدين أن رجلا صالحا من عامة المسلمين روى له رؤيا تحثّ



[1] الفتوحات المكية: ج1ص186، وكذلك: ج3ص69.

[2] صفة جزيرة الأندلس: محمد بن عبد المنعم، ص37.

[3] روح القدس: ص50.

[4] روح القدس: ص51.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!