الصفحة 54 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 54 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
اللّه فضّله اللّه جمّله | *** | اللّه عدّله اللّه سوّاه |
يا صفوة الدين أنت الدين أجمعه | *** | طابت بذكرك أعراف وأفواه | ومن ذلك:
ثوب التقى والهدى ألبست فاطمة | *** | وما أرى للباس الخير من عوض |
ألبستها خرقة علياء جامعة | *** | تزيل عن قلبها ما فيه من مرض1 |
جمعت واللّه في البأس ما لبست | *** | مني من الخير بين الذات والعرض2 |
قد كان لي غرض في أن تكون لنا | *** | بنتا وربي فيها قد قضى غرضي |
فلتشكر اللّه لا أرجو سواه لها | *** | على الذي قدّر الرحمن حين رضي | ومن ذلك:
لبست صفية خرقة الفقراء | *** | لمّا تحلت حلية الأمناء |
وأتت بكلّ فضيلة وتنزّهت | *** | عن ضدّها فعلت على النظراء |
وتكالمت أخلاقها وتقدّست | *** | وتخلّقت بجوامع الأسماء |
جاءت لها الأرواح في محرابها | *** | فهي البتول أخيّة العذراء3 |
وهي الحصان فما تزنّ بريبته | *** | وهي الرّزان شقيقة الحمراء |
نزلت تبشّرها ملائكة السما | *** | ليلا بنيل وراثة النبآء | ومن ذلك:
ألبست ستّ العيش مثل الذي | *** | ألبسني أهل التّقى والسماح |
خرقة أهل اللّه فخرا وما | *** | على الذي يلبسها من جناح |
وشرطها أن تلبيها على الشر | *** | ط الذي يلبس أهل الصلاح |
مقامها الفوز غدا والنجاح | *** | في كلّ ما تطلبه والفلاح | ومن ذلك:
يا لابسا خرقة التصوّف ما | *** | عليك فيما لبسته حرج |
إن كنت من عصبة منزّهة | *** | قد عرفوا ذاتهم وما مرجوا |
قاموا على عفّة ومسغبة | *** | تهلك حتى أتاهم الفرج |
تحصّنوا بالعليّ حين علوا | *** | وخصهم بالشهود إذ عرجوا |
1) لبس الخرقة: يعني ارتباطا بين الشيخ وبين المريد: وفيها معنى المبايعة. 2) الذات: مطلق الذات هو الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها.
3) البتول: المنقطعة إلى اللّه عن الدنيا واتصالها في العقبى.
- الديوان الكبير - الصفحة 54 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان