موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 438 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 438 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


وكذاك ختم الأولياء كلامه *** في الأولياء معظم متقبل1
من ذاق طعم كلامه لم يسترب *** في قولنا فهو الكلام الفيصل
من كان يعرف حاله ومقامه *** عن بابه وركابه لا يعدل
من عظّم الشرع المطهر قلبه *** تعظيمه فهو الإمام الجوّل
صفة المهيمن ههنا قامت به *** والناس فيها يشهدون العقل

وقال أيضا مسمط:

قد طهر اللّه الإمام الرضى *** من كلّ سوء يقتضيه الأذى
فإنه سبحانه قد قضى *** أن لا يكون الأمر إلا كذا
ولم يواخذه بما قد مضى *** إذا يتوب العبد عنه إذا
وجاء بالفعل الذي يرتضى *** ومثل هذا العبد لن ينبذا
ووجهه من نوره ما أضا *** لأنه حذو الإله حذا
ليس تراه عين من غمضا *** عينا إذا أنزله بالحذا
فأشبهت صورته فالقضا *** مطلوبه فلم يكن غير ذا
وقال أيضا:

هذا الذي قلته في اللّه من صفة *** اللّه جاء به في الذكر مسطورا
على لسان رسول سيّد ندس *** إذ طهر اللّه أهل البيت تطهيرا2
فلم ينلهم لذا في عرضهم دنس *** إذ شمروا ذيلهم للنصر تشميرا
وقال أيضا:

الحمد للّه في سرّ وفي علن *** حمدا يوفيه نفس الحمد واللسن
بألسن ما لها حصر ولا عدد *** من كلّ عضو حوته نشأة البدن
أعنى بذا بدن الأكوان أجمعها *** كالعرش والفلك الكرسّني ذي المنن3
لأنه الشرع والأقوام تعضده *** بما حواه من الأحكام والسنن


1) الولي: من يتولى اللّه سبحانه أمره فلا يكله إلى نفسه لحظة، ومن يتولى عبادة اللّه تعالى وطاعته، فعبادته تجري في التوالي من غير أن يتخللها عصيان.

2) السّندس: الفهم. ويريد الإشارة إلى قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اَللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً سورة الأحزاب، آية:33.

3) العرش: أعظم مخلوقات اللّه تعالى، وهو جرم فوق السماء السابعة. والكرسي: السرير، وهو محل مظهر جميع الصفات الفعلية والوجودي العيني. وقيل: هو مظهر الاقتدار الإلهي ومحل نفوذ الأمر والنهي والإيجاد والإعدام. الفلك: مدار النجوم.


- الديوان الكبير - الصفحة 438


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!