الصفحة 343 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 343 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
إذا قلت: مثل قال: لا فأقول لا | *** | وإن قلت لا: أبقى رهينا بأوزاري |
فما هو لي بعض ولا أنا كله | *** | وما ثم كلّ غير ما برأ الباري |
ولما بدا خلقي بعيني رأيتني | *** | بأسمائه الحسنى وسبعة أسوار |
وما أنا إلا جوده وجوده | *** | وإنّ الذي يبدو لعينك آثاري |
تعالى بأن يحظى بغير وجوده | *** | وأين مع التحقيق عين لأغياري1 |
إذا قمت أثني والثناء كلامه | *** | فما أنا فيما قد حمدت بمكثار |
إذا أبصرت عيني جمال وجوده | *** | أكون به في الحال صاحب أنوار |
وإن لم أكن أبصر سواي فإنني | *** | لعالم وقتي بي وصاحب أسرار |
ولكن متى ان دام بي ما ذكرته | *** | وذلك في التحقيق يثبت أضراري | وقال أيضا:
الشكر للّه لا أبغي به عوضا | *** | بل شكرنا امتثال للذي فرضا |
خلي لي الأمر في الأكوان أجمعها | *** | وغادر القلب مشغوفا به ومضى |
فما رأيت بريقا في جوانبها | *** | إلا وكان هو البرق الذي ومضا |
وآض عني الذي قد كان يحجبني | *** | لما رأى النور في آفاقهنّ أضا |
لما سلكت سبيل الواصلين إلى | *** | بحر العماء رأيت الزاخرات أضا2 |
فقلت هل ثمّ بحر لا يكون له | *** | سيف فقالوا نعم هذا الذي اعترضا3 |
ما بيننا وهو من وجه يخيط بنا | *** | وما له غاية ولا عليه فضا |
ونحن فيه كغرقى يسبحون به | *** | ولا يقاسون همّا لا ولا مضضا |
بحر الثبوت الذي أبدى جزائره | *** | فيه ومنه بما قد شاءه وقضى |
والناس سفر ولكن من جزائره | *** | إلى جزائره في شقوة ورضى |
الاسم يوجدنا والذات تعدمنا | *** | فما ترى صحة إلا ترى مرضا4 |
إساتنا لم تكن إلا إساءتنا | *** | وهي الغذاء لمن قد صحّ أو مرضا |
1) التحقيق: ظهور الحق في صور الأسماء الإلهية، وقيل هو تكلف العبد لاستدعاء الحقيقة جهده. 2) الوصل والاتصال: قيل هو الانقطاع عما سوى الحق، وليس المقصود اتصال الذات بالذات. العماء: قيل هو ذات محض لا تتصف بالحقية ولا بالخلقية.
3) بحر بلا سيف أي: الحال الذي يختص اللّه به عبده، من التعظيم وخالص الذكر له والانقطاع إليه لا نهاية لها ولا انقطاع.4) الاسم: عبارة عن حروف جعلت لاستدلال المسمّى بالتسمية على إثبات المسمّى. الذات مطلقا: الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها. وذات الباري موجود محض، وذات المخلوقات موجود ملحق بالعدم، هكذا قالوا.
- الديوان الكبير - الصفحة 343 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان