الصفحة 342 - قال يخاطب سرّه الوجودي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 342 - قال يخاطب سرّه الوجودي
أنصفته في الذي قد جاء يطلبنا | *** | بما تقرّر من سبق بإسراع | وقال أيضا:
إذا تحققت شيئا أنت تعلمه | *** | ساويت فيه جميع العالمين به |
أقول هذا لأمر قد سمعت به | *** | عن واحد فطن للعلم منتبه |
فقال ليس كما قالوه واعتقدوا | *** | فما لعالمنا العلاّم من شبه |
وذا لجهل بما قلناه قام به | *** | فليس في قولنا المذكور من شبه |
هل نسبة الذهب الإبريز في شبه | *** | ما صاغه الصائغ العلاّم من شبه |
وقال أيضا يخاطب سرّه الوجودي:
عقلي به فوق عقل الناس كلهم | *** | فلست أفكر في شيء أقضيه |
تصرّفي ليس عن فكر ولا نظر | *** | لكن عن اللّه يوحيه فأمضيه |
الأمر بيني وبين السرّ منقسم | *** | بحاله فهو يرضيني وأرضيه1 |
فما يكون له من حادث قبلي | *** | يبغي تكوّنه إلا وأقضيه |
فليس يمكنه إلا سياستنا | *** | وليس يمكننا إلا ترضيه |
فكل ما هو فيه من مكانتنا | *** | وكلّ ما نحن فيه من مراضيه | وقال أيضا:
إله تعالى أن يرى ببصيرة | *** | ولا بصر والنص جاء بإبصار |
وليس يرى شيء سواه وإنه | *** | على كلّ حال عين ذاتي ومقداري2 |
لذاك يسمى ظاهرا باطنا لنا | *** | لأثبت أو أنفي فالأسماء أبصاري3 |
فلا تجزعن فالأمر والشان واحد | *** | ولا تلتفت إلى يساري وإعساري |
فإني عين الأمر إن كنت موسرا | *** | ولست له عينا بعسري وإقتاري |
ألا إن عيني شاهد وشهادتي | *** | كذلك فيما صحّ فيه من أخباري |
لقد أثبت الأرحام بيني وبينه | *** | وإنّ أولي الأرحام أوّلى بأقداري |
أنا سجنه منه إذا كنت رحمة | *** | وإن لم تكن رحمتي فقد بعدت داري |
ألا إنني جار لمن هو صورتي | *** | وقد جاء حقّ الجار فرض على الجار |
فقد أثبت المثل الذي قد نفاه لي | *** | بليس وقد حارت لذلك أفكاري |
1) السّر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، ونور روحاني هو آلة النفس، وهو محل المشاهدة. 2) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء. ومطلق الذات: الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها.
3) الظاهر: ظاهر العلم عبارة عن أعيان الممكنات. وظاهر الوجود عبارة عن تجليات الأسماء.
- الديوان الكبير - الصفحة 342 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان