الصفحة 341 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 341 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
فكنت أطلبه والعين تشهده | *** | ولست أعرفه لما به احتجبا |
فقلت هذا أنا فقال ها أنا ذا | *** | فقلت من قال لي لا تترك الطبا |
واللّه لو نظرت عيناك من نظرت | *** | لما رأت غيرنا فلتلزم الأدبا |
ولست تنظره إلا بنا فعسى | *** | تقول حال عليه النوم قد غلبا |
حديث نفسي بنفسي والحديث أنا | *** | كالفرد يضربه فيه الذي ضربا |
فلا تضاعفه ولا تعدّده | *** | لأنه عينه أكرم به نسبا | وقال أيضا:
لبيك لبيك من داع بإجماع | *** | والكلّ أنت فأنت السامع الداعي |
فلم يلبك مني غير كونكم | *** | أنت اللسان بلا خلف باجماع |
قد صحّ عنك من الأخبار ما نطقت | *** | به التراجم عند الحافظ الواعي |
ما إن ذكرتك في نفسي وفي ملأ | *** | إلا وكان شفاء لي من أوجاعي |
لم يقص عنك الذي قد صحّ من خبر | *** | رويته من حديث الشبر والباع1 |
لقد تحققته ذوقا ومعرفة | *** | من غير شكّ ولا قول بإقناع |
درّت لبون مواشيه على جلدي | *** | بكلّ مرعى وإنّ الرعي للراعي |
ولو طمعت بكوني فيّ دونكم | *** | خابت لديّ على التحقيق أطماعي2 |
أنت اللسان وأنت الرّجل أسعى بها | *** | ولا أقول بأنّ الناطق الساعي |
وأنت لي بصر إذ أبصرت به | *** | وأنت سمعي فخذ فضلا بأسماعي |
نطقا يحققني بمنا يوفقني | *** | وليس يلحقني في الفهم اتباعي |
بشرى أسرّ بها إني من أهم ملكم | *** | ولا يطمنه زجري وإرداعي |
إني لأشهدكم وأنت تشهد لي | *** | بذاك في الجبل الراسي وفي القاع3 |
أنت العليم الذي قسمت اقفزة | *** | حبّ العقول فمن مدّ ومن صاع4 |
أمري ظفرت بها في وقت قسمتها | *** | وما جعلت لها حظا من اقطاعي |
أقطاعنا هي أسماء الإله بها | *** | عين النجاة لأبصاري وأسماعي |
ولا خطوت إلى ما ليس لي قدما | *** | في حال وتر ولا في حال إشفاع |
لذاك ما وردت في حقنا كتب | *** | منه تؤدّي إلى ردع واقماع |
1) الباع: قدر مد اليدين. 2) التحقيق: ظهور الحق في صور الأسماء الإلهية، وقيل: هو تكلف العبد لاستدعاء الحقيقة جهده.
3) القاع: أرض سهلة مطمئنة.4) المد: مكيال. الصاع: مكيال. والصاع: أربعة أمداد.
- الديوان الكبير - الصفحة 341 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان