موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 169 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 169 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


تقسم قلبي في هواه وإنه *** لداء عظيم إن تحققت معضل
فرؤية علمي تغني عن عين ناظري *** وما رؤيتي الأخرى عن العلم تعدل
فما تعطي أبصار سوى شخص ما رأت *** ويعطيك عين القلب ما كنت تجهل
إلا أنه المنكور من حيث ناظري *** كما أنه المعروف للعقل فاعقلوا
وقد جاء في الأخبار هذا الذي أنا *** أقول به حكما لمن كان يعقل

وقال أيضا من روح سورة تبت يدا أبي لهب:

التّبّ من صفة اليدين لأنها *** جادت على الكفار بالإنفاق
وكلاهما عين الهلاك ونفسه *** فالهلك في الأملاك والإرفاق
نفقت يميني وهو عين هلاكها *** أين الهلاك من اسمه الخلاّق
لولا وجود القبض ما انبسطت لنا *** كفّ الكريم بسيبه الغيداق1

وقال أيضا من روح سورة الإخلاص:

ممن تخلصت أو إلى من *** تخلص يا طالب الخلاص
إن كنت بالعلم في مزيد *** أنا من العلم في انتقاص
إنّ لنا حكمة تعدّت *** بذاتها منزل القصّاص
إن كانت الحال ما ذكرنا *** كيف لنا منه بالخلاص
فإنني طالب أمورا *** أخرها حاكم المناص
وقد علمنا كذا أمورا *** قدّمها حاكم المناص

وقال أيضا من روح سورة الفلق:

إني تعوذت بي مني فإن لنا *** النور بالروح والإظلام بالجسد
ولا أزال كذا ما دام مسكننا *** فلو ترحلت عن أهل وعن بلد
وجدت فيه ضياء لا ظلام به *** يغني عن الأهل والأموال والولد
لكنّ له الظلّ ذاك الظلّ راحتنا *** في صورة الجسم لا في صورة الجسد2
منزه العين من تأثير ما ظهرت *** به الطبيعة في الأركان من مدد3
لي النقاء بها ما دمت أسكنها *** واللبث لا ينتهي فيها إلى أمد


1) السّيب: العطاء. الغيداق: الكريم.

2) الظل: هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها، فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظل بالنور وعدميته في نفسه.

3) الطبيعة: يريد: الحقيقة الإلهية الفعالة للصور كلها.


- الديوان الكبير - الصفحة 169


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!