الصفحة 170 - قال في مرضه
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 170 - قال في مرضه
لو لم يكن فيه من خير ومن دعة | *** | إلا تخلصنا من باعث الحسد |
وقال أيضا من روح سورة الناس وهي آخر سورة المصحف العثماني:
ألا إنّ ربّ الناس ربي وإنه | *** | لذي النظر الفكريّ ربّ المشارق |
ثلاثة أسماء بإحكام دورها | *** | نموت ونحيى ما أنا بالمفارق |
لها ولهذا لو تفكرت شيبت | *** | باحكامها فينا وفيكم مفارقي |
فلولا الرحيم الربّ ما كنت طامعا | *** | وإن كان فيها حكمة بالتطابق |
وبالواسع الرحمن وسعت خاطري | *** | وقد كنت منها في عقود المضايق | وقد انتهت سور القرآن على ما أعطاه وارد الوقت من غير مزيد ولا حكم فكر ولا روية وللّه الحمد.
وقال أيضا في مرضه:
توالى عليّ اليبس من كلّ جانب | *** | وأقلقني طول التفكّر والسهر |
وأزعجني داعي المنية للبلى | *** | وأذهلني عما يجلّ يحتقر |
وقوّى فؤادي حسن ظني بخالقي | *** | وأضعف مني قوّة السمع والبصر |
وإن مرادي حيل بيني وبينه | *** | بردّي كما يتلى إلى أرذل العمر |
فنادى بروحي للبرازخ والتوى | *** | ينادي بجسمي للمقابر والحفر |
فهذا حبيس القبر في منزل البلى | *** | وهذا حبيس الصور في برزخ الصور1 |
فلو لم أكن بالحق كنت مقيدا | *** | ولو لم أكن بالخلق كنت على خطر |
فحقي يحلّيني بما فيّ من قوى | *** | وخلقي يحلّيني بما يوصف البشر |
فما أعذب الطعم الذي قد طعمته | *** | من الظنّ بالربّ الجميل لمن نظر |
وما أفظع الطعم الذي قد طعمته | *** | من العلم باللّه المريد وما أمر |
كأني طعمت التمر في طيباته | *** | وفي العلم ما ذقنا سوى مطعم العشر |
فوفيت ما قد أوجب اللّه فعله | *** | عليّ بتصريف القضاء مع القدر |
عناية مختار عليم منبأ | *** | وجئت كما قد جاء موسى على قدر | وقال أيضا:
قرّة العين والبصر | *** | جاء موسى على قدر |
بالذي يقتضي النظر | *** | والذي يرتضي القدر |
من أمور إذا بدت | *** | أذهلت صاحب النظر |
1) البرزخ: العالم المشهود بين عالم المعاني والأجسام، أي بين الآخرة والدنيا.
- الديوان الكبير - الصفحة 170 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان