الصفحة 114 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 114 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
وما عجبي عن واحد عنه واحد | *** | كما قيل لكن من وحيد عن اثنين |
فلولاه لم أوجد ولولاي لم يكن | *** | ولا بدّ لي في كون ذاتي من اثنين |
حقيقة ذاتي من حقيقة ذاته | *** | ولا بدّ من ذاتي فلا بدّ من تين |
وإني من الأضداد في كلّ حالة | *** | كما هو مثل الغرّ في اللوّن والجون1 |
إذا كان عيني عينه فمن الذي | *** | تحكم فيه بالنوى حاكم البين |
ومن ذا الذي قد قيل فيه مداين | *** | وهل كان هذا الحكم إلاّ من الدّين |
لقد حجبت منا قلوب صقيلة | *** | عن الكشف والتحقيق من حجب الرّين2 |
لقد خالفوا في اللون وهو مشاهد | *** | وأين شهيد الكون من شاهد اللون |
لقد لنت للأقوام حتى كأنني | *** | عجزت عن التقييد من شدّة اللين |
وقد جاء حكم الفال فيما علمتم | *** | وحاشاه مما تعرفون من الغين3 |
كما قيل حدّاد لحاجب بابهم | *** | وقد قيل هذا اللفظ في العرف للقين4 |
ولو كان في الداعي إلى اللّه غلظة | *** | لفرّوا ولكن جاء باللين والهين | وقال أيضا:
وجودي عن الأمر الإلهيّ لم يكن | *** | عن الذات والتكوين لي فأعقل الشانا |
وهذا الذي قد قلته لم يقل به | *** | سوانا فحقّق من يكون إذا كانا |
توحدت سرّا وهو أمر يخصّني | *** | وإني كثير بالتأمّل إعلانا |
فمن يرني مني يرى العين واحدا | *** | ومن يرني منه يرى العين أعيانا5 |
وذلك من صدع يكون بعينه | *** | يقيم به وزني فيخسر ميزانا |
وإن لنا في كلّ حال ومشهد | *** | دليلا على علمي بنفسي وبرهانا |
وعلمي بنفسي عين علمي بربّها | *** | يحققه كشفا جليا وإيمانا |
ألست تراني في مجالس علمنا | *** | أفتّق أسماعا أبصّر عميانا |
وأهدي إلى النهج القويم بوحيه | *** | قليب عبيد لم يزل فيه حيرانا |
إذا نحن نادينا نفوسا به أتت | *** | من الملأ العلويّ رجلا وفرسانا6
|
1) الجون: النبات، وكذلك اللون الأحمر والأبيض والأسود، والنهار. 2) الحجب: يريد: انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق. والرّين: حجاب القلب لا يمكن كشفه إلا بالإيمان، وقال بعضهم: الرين هو الصدأ الذي يقع على القلوب.
3) الفال: ضعيف الرأي. الغين: ما يعارض القلب ثم يزول بالتوبة والاستغفار، ومثله كمثل المرأة إذا تنفس فيها الناظر فينقص من ضوئها ثم تعود إلى حالة ضوئها.4) القين: الحدّاد.
5) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء، الأعيان: حقائق الممكنات في علم الحق تعالى.6) الملأ العلوي: يريد العقول المجردة والنفوس الكلية.
- الديوان الكبير - الصفحة 114 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان