The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


المستهلك في ذلك المقام كأبي عقال وغيره، وفيه يقبض ويحشر. ومنهم المردود، وهو أكمل من الواقف المستهلك بشرط أن يتماثلا في المقام.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عينتها استعداداتهم، فإنه ما ثم نهاية إلا بالنسبة، وأما النهاية المطلقة فلا يتصور وجودها، وإلا لا نقلبت الحقائق ( المستهلك في ذلك المقام ) الذي هو غاية طريقه ( كأبي عقال ) المغربي من كبار الواصلين ( وغيره ) كأبي يزيد البسطامي، فإنه لما وصل مع السالكين إلى الحضرة، وخلعت عليه خلعة الخلافة والنيابة، وقيل له:

أخرج إلى خلقي بصورتي فمن رآك رآني، وادعهم إليّ، خطا من الحضرة إلى نفسه خطوة فغشي عليه، فإذا الندا ردوا عليّ حبيبي فإنه لا صبر له عني ( وفيه ) أي في ذلك المقام الذي استهلك فيه ( يقبض ويحشر ) لأن المرء يموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه. ( ومنهم ) أي من الواصلين ( المردود ) إلى بدايته ( وهو أكمل من الواقف ) مع نهايته ( المستهلك ) فيها،

وذلك لأن السلوك إلى اللّه تعالى عبارة عن رفع التعينات القلبية والنفسية والروحية والسرية والحقية، وهو عبارة عن حركة في الكيف،

ورفع هذه التعينات لا يكون إلا بالنسبة إلى السالك لا بالنسبة إلى نفس الأمر، لأن الأعيان الثابتة لا ترتفع لأنها أزلية أبدية، لأن الجهل على الحق محال، وإنما يرتفع ظهور حكمها في الوجود الحق، وهو ما كان إلا بالنسبة إلى شعورها لا بالنسبة إلى الحق، وزوال حكمها لا يوجب زوالها، فهي ثابتة العين مرتفعة الحكم، لأن علة ظهور حكمها التي هي الشعور قد زالت بالوصول إلى حضرة الحق، لأن الواصل فان والفاني لا شعور له، وإذا كان الأمر على هذا، فما غاب عن مراتب تعيناته فقد نقصه من العلم بالله بقدر ظهوره فيها، فإن للحق ظهورا خاصّا في كل مرتبة من مراتب التعينات، وهذا نقص عظيم في المعرفة لأنه غيبه عن شهود الحق في الأشياء ونفى ما هو ثابت في نفس الأمر وذلك جهل، وإذا ثبت هذا ثبت أن المستهلك أنزل من الواصل الراجع، لأنه حالة رجوعه يرى ظهور الحق في الخلق على حسب ما تقتضيه مراتبهم وحقائقهم، فيعرى الحق عن الخلق والخلق عن الحق من وجه، ويكسو الحق الخلق من وجه والخلق الحق من وجه، ويميز المراتب ويطلع على حقيقة المسالك والمذاهب، ولا يلزم من رجوعه فوت غايته، ويلزم من الوقوف مع الغاية فوت ما يحصل في الرجوع، وهنا تفاصيل إن استوعبناها فات المطلوب، ولكن نومي إلى أمهاتها. فاعلم أن عالم الغيب أي غيب كان سواء كان عبارة عن عالم الأرواح أو المعاني إلا الغيب المطلق فإنه لا يدخل

"***"

فإذا كان المستهلك في مقام أعلى من مقام المردود، فلا نقول إن المردود أعلى،

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في هذا المقام أشرف من عالم الشهادة، وإن عالم الشهادة أكمل من عالم الغيب، والشرف بقلة الوسائط، والكمال بالإحاطة والشمول، فالتالي أكمل من المقدم والمقدم أشرف من التالي، فمن وقف عند المقدم فهو شريف غير كامل، ومن وقف عند التالي من غير أن يصل إلى المقدم فهو ناقص، ومن وقف عنده بعد الذهاب إلى المقدم والعود إلى الثاني فهو كامل، وإذا صح هذا صح أن ظهور الحق في آخر التنزلات أجمع وأشمل وأتم وأعم من ظهوره في غيره، وهكذا ظهوره في كل ما هو أقرب إليه، ومن هنا تعلم أن ظهور الحق في أجهل الناس وأعظمهم انقيادا إلى الأمور الطبيعية والنفسانية أتم من ظهوره في أعلم الناس وأعظمهم تحققا بالأمور الروحانية، هذا بالنسبة إلى الاسم الظاهر والآخر، وأما بالنسبة إلى الاسم الباطن والأول فبالعكس، وإذا علمت هذا علمت أن تحقق الواصل بجسمانيته أكمل من تحققه بروحانيته، ولهذا القطب الذي هو أكمل الطائفة أشد الناس تحقيقا بجسمانيته، ويظهر لك ذلك من محبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم النساء ومن إعادة الحق الأجسام بعد فنائها ودوام بقائها إلى الأبد وإن الجنة ونعيمها من المحسوسات، وإذا صحت هذه القواعد صح أن الراجع أكمل من الممسوك ولكن ( بشرط أن يتماثلا في المقام ) بأن تكون غايتهما واحدة، ولا يصح أن تحمل هذه المماثلة على المماثلة الحقيقية فإن ذلك لا يصح، لأن اللّه تعالى ما تجلى في صورة لشخصين ولا في صورة مرتين، ولو كان للزم التكرار في التجلي وهو لا يصح لأن الله واسع عليم، وعلى هذا فلا يصح لواصلين أن يتماثلا في مقام أصلا إلا بالمماثلة اللغوية، كما يقال: زيد كالأسد ويوسف كالقمر، مثال ذلك زيد وصل إلى الاسم العليم ورجع، وعمرو وصل إليه ومسك، فزيد أكمل من عمرو وإن كان بينهما في الوصول إلى هذا الاسم تفاوت، فإن ذلك لا يقدح في تفضيل زيد على عمرو.

( فإذا كان المستهلك ) الفاني ( في مقام أعلى من مقام المردود فلا نقول إن المردود أعلى ) من المستهلك مثال ذلك: زيد وصل إلى الاسم العليم ورجع، وعمرو وصل إلى الاسم الحي ومسك، والاسم الحي أفضل من الاسم العليم لأنه إمام الأئمة، فزيد الممسوك أفضل من عمرو الراجع، وإن شئت جعلت هذا المثال الذي تقدمه في المقامات حتى يناسب عبارة الشيخ رضي اللّه تعالى عنه.

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!