موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[ مطلب في بيان الواقف ما لم يرجع وكيف يقبض ويحشر وبيان المردود وهو أكمل من الواقف ]

فما دام في غايته فهو الواقف ما لم يرجع. فإن منهم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العارف شهاب الدين ببغداد رضي اللّه تعالى عنه أنه قال بالجمع بين المشاهدة والكلام، ولكن ما نقل عنه أكثر من هذا، فأني سألت الناقل فلم يذكر لي نوع التجلي، والظن بالشيخ جميل فلا بد أن يريد بالتجلي الصوري، ألا ترى قول السياري حيث ذكر أنه ما التذ عاقل بمشاهدة قط.

ثم فسر فقال: لأن مشاهدة الحق فناء فليس فيها لذة، والخطاب في حال الفناء لا يصح، لأن فائدة الخطاب أن يعقل،

ولذلك قال تعالى: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ [ الشّورى: الآية 51 ] كموسى عليه السلام، والحجاب عين الصورة التي يناديه منها، ولا يزول البشر عن بشريته، وإن فني عن شهودها فعين وجودها لا يزول والحد يصحبها، وإنما قلت هذا لأني سمعت بعض الشيوخ يقول: هذا حظ البشر فإذا نزل عن بشريته كان حكمه حكما آخر، فأثبت له رضي اللّه عنه أن الأمر ليس كما يظنه، فلما تحقق ما ذكرناه رجع عن ذلك، انتهى كلام الشيخ رضي اللّه تعالى عنه.

واعلم أن مناجاة الحق للواصلين، قد تكون من خلف الحجب الظلمانية، وهي الأجسام، كما قال على لسان عبده وهو الإمام للمأمومين: سمع اللّه لمن حمده.

وكما نادى موسى من الشجرة وناجاه بقوله: «إني أنا اللّه» وكما أسمع المستجير كلامه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم قال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [ التّوبة: الآية 6 ]

وقد تكون من خلف الحجب النورانية، مثل حجاب القلب والروح ورقيقة الملك، وحقيقة النبي في الفهوانية للمناجاة الإلهامية، ومثل الملك للمناجاة المسماة بالموحي، فالمناجاة من خلف حجاب القلب لا تكون إلا للمبتدىء أو الكامل المنتهى، ومن خلف حجاب الروح للمتوسطين، ومن خلف حجاب رقيقة الملك وحقيقة النبي للورثة، ومن خلف حجاب الملك للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

مطلب في بيان الواقف ما لم يرجع وكيف يقبض ويحشر وبيان المردود وهو أكمل من الواقف ( فما دام ) الواصل ممسوكا ( في غايته ) التي انتهى سلوكه إليها ( فهو الواقف ) الممسوك المستهلك، وله نصف الكمال لأنه ذهاب بلا إياب هذا ( ما لم يرجع ) وأما إذا رجع فله كمال الكمال ( فإن منهم ) أي من الواصلين إلى غايات طرقهم التي

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!