The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[مطلب في عالم التصوير والتحسين والجمال]

فإن لم تقف معه، رفع لك عن عالم التصوير والتحسين والجمال، وما

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطلب في عالم التصوير والتحسين والجمال ( فإن لم تقف معه ) ورقيت إلى السماء الثالثة ( رفع لك عن عالم التصوير والتحسين والجمال ) المقيد فإنك ستنزل عند يوسف عليه السلام وتقف الزهرة في خدمتك لأنها خادمة ليوسف عليه السلام وأنت نزيله، فتتلقى منه ما خصه اللّه به من العلوم المتعلقة بصور التمثيل والخيال، فإن يوسف عليه السلام كان من الأئمة في علم التعبير، فتحضر بين يديك الأرض التي خلقها اللّه تعالى من بقية طينة آدم عليه الصلاة والسلام، ويحضر لك سوق الجنة وأجساد الأرواح الملكية والمعاني العلوية، ويعرفك بأوزانها ومقاديرها ونسبها، فيريك السنين في صور البقر وخصبها في سمنها وجدبها في عجافها، ويريك العلم في صورة اللبن والثبات في الدين في صورة القيد. . . وفي الجملة يعلمك تجسد المعاني والنسب في صورة الحس والمحسوس، ويعرفك معنى التأويل في ذلك كله، فإنها سماء التصوير التام والنظام، ومن هذه السماء يكون الإمداد للشعراء والنظم والإتقان والصور الهندسية في الأجسام وتصويرها في النفس من السماء الثانية، ومن هذه السماء تعلم معنى الإتقان والإحكام والحسن الذي يتضمن وجوده الحكمة والحسن الفرضي الملائم لمزاج خاص، وتعلم أن من الأمر الموحي إلى هذه السماء حصل ترتيب الأركان التي تحت مقعر فلك القمر، ولولا هذا الترتيب ما صح وجود الاستحالة فيهن ولا كان منهن ما كان من المولدات ولا ظهر في المولدات ما ظهر من الاستحالات، وأنه من هذه السماء رتب اللّه في هذه النشأة الجسدية الأخلاط الأربعة على النظم الأحسن والاتقان الأبدع، فجعل مما يلي نظر النفس المدبرة المرة الصفراء ثم يليها الدم ثم يلي الدم البلغم المرة السوداء وهو طبع الموت، ولولا هذا الترتيب العجيب في هذه الأخلاط لما حصلت للطبيب المساعدة فيما يرومه من إزالة ما يطرأ على هذا الجسد من العلل، أو فيما يرومه من حفظ الصحة عليه، وأنه من هذه السماء ظهرت الأربعة الأصول التي يقوم عليها بيت الشعر كما قام الجسد على الأربعة الأخلاط، وهي السببان والوتدان السبب الخفيف والسبب الثقيل والوتد المفروق والوتد المجموع، فالوتد المفروق يعطي التحليل والوتد المجموع يعطي التركيب والسبب الخفيف يعطي الروح والسبب الثقيل يعطي الجسم وبالمجموع يكون الإنسان، فانظر ما أتقن وجود هذا العالم كبيره وصغيره وهكذا قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه ( و ) تعلم ( ما

"***"

ينبغي أن تكون عليه العقول، من الصور المقدسة والنفوس النباتية، من حسن الشكل والنظام، وسريان الفتور واللين والرحمة في الموصوفين بها، ومن هذه الحضرة يكون الإمداد للشعراء، وهي قبله يكون الإمداد للخطباء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ينبغي أن تكون عليه العقول ) المطهرة من رذائل الطبيعة ( من الصور ) الإلهية ( المقدسة ) والأخلاق الربانية المنزهة مثل العفة والصبر وسياسة الخلق وأمثالها مما كانت من أحوال يوسف عليه السلام ( و ) تعلم من الزهرة ما ينبغي أن تكون عليه ( النفوس النباتية من حسن الشكل و ) حسن ( النظام و ) تعلم من يوسف عليه الصلاة والسلام كيفية ( سريان الفتور واللين والرحمة في الموصوفين بها ) لأنها كانت أحواله عليه السلام مع زليخا وستقف على ذلك فيما ننقله من كلام الشيخ رضي اللّه تعالى عنه إن شاء اللّه ( ومن هذه الحضرة ) اليوسفية التي هي حضرة الجمال ومنصة عالم الخيال ( يكون الإمداد للشعراء ) لأنهم أصحاب التخيلات والإبهامات والمجازات ولهم تولع عظيم بالحسن والجمال المقيد ومدار طريقهم على ذلك ( و ) من الحضرة العيسوية التي ( هي قبله يكون الإمداد للخطباء ) وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم، وتعلم أن كل أمر علمي يكون في اليوم المتعلق بالزهرة أعني يوم الجمعة فمن روحانية يوسف عليه السلام، وكل أثر علوي يكون في ركن النار والهواء فمن نظر الزهرة، وكل أثر سفلي يكون في الماء والأرض فمن حركة فلك الزهرة، وتعلم حقيقة البدل الذي يستمد من حقيقة يوسف عليه السلام وكيف يحفظ اللّه تعالى به الإقليم الخامس، وتعلم علم التصوير من حضرة الجمال والأنس، وعلم الأحوال مثل المحبة والعشق وطلب الوصلة وأخواتها، ويكون الناظر إليك في هذه السماء الاسم المصور وهو ربها، والاسم العليم وهو رب يوم الجمعة، وحرف الراء ومنزله المغفرة وسورة العنكبوت، ومن هذه الحضرة يعلم سر وجوب صلاة المغرب هكذا قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه.

وقال رضي اللّه عنه بعد ما أوردنا من كلامه فيما جرى بينه وبين عيسى عليه السلام في السماء الثانية: ثم عرج بي إلى يوسف عليه السلام فقلت له بعد أن سلمت عليه فرد وسهل بي ورحب: يا يوسف لم لم تجب الداعي حين دعاك ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول عن نفسه: «إنه لو ابتلي بمثل ما ابتليت به» ودعى لأجاب الداعي ولم يبق في السجن حتى يأتيه الجواب من الملك بما تقوله النسوة، قال لي: بين الذوق والفرض ما بين السماء والأرض، كثير بين أن تفرض الأمر أو تذوقه من نفسك، لو نسب إليه صلى اللّه عليه وسلم ما نسب إليّ لطلب صحة البراءة بغيبته فإنها أدل على براءته من حضوره،

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ولما كان رحمة كان من عالم السعة والسجن ضيق فلذا جاء لمن حاله هذا سارع إلى الانفراج، وهذا فرض فالكلام مع التقدير المفروض ما هو مثل الكلام مع الذائق ألا تراه صلى اللّه عليه وسلم ما ذكر ذلك إلا في معرض نسبة الكمال إلي فيما تحملته من الغربة علي فقال ذلك أدبا معي لكوني أكبر منه بالزمان كما قال في إبراهيم: نحن أحق بالشك من إبراهيم، وكما قال في لوط: يرحم اللّه أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، أتراه أكذبه حاشا للّه فإن الركن الشديد الذي أراده لوط هو القبيلة والركن الشديد الذي ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو اللّه تعالى، فهذا تنبيه لك أن لا تجري نفسك فيما لا ذوق لك فيه مجرى من ذاق فلا تقل لو كنت أنا عوض فلان لما قيل له كذا وقال كذا ما كنت أقوله لا واللّه، بل لو نالك ما ناله لقلت ما قاله فإن الحال الأقوى حاكم على الحال الأضعف، وقد اجتمع في يوسف وهو رسول اللّه حالان حال السجن وحال كونه مفترى عليه والرسول يطلب أن يقرر في نفس المرسل إليه ما يقبل به دعاءه ربه فيما يدعوه به إليه، والذي نسب إليه معلوم عند كل أحد أنه لا يقع من مثل من جاء بدعوته إليهم فلا بد أن يطلب البراءة من ذلك عندهم ليؤمنوا بما جاء به من عند ربه ولم يحضر بنفسه ذلك المجلس حتى لا تدخل الشبهة في نفوس الحاضرين بحضوره وكثير بين من يحضر في مثل هذا الموطن وبين من لا يحضر، فإذا كانت المرأة لم تخن يوسف في غيبته لما برأته وأضافت المراودة لنفسها ليعلم أن يوسف لم يخن العزيز في أهله، وعلمت أنه أحق بهذا الوصف منها في حقه،

فما برأت نفسها بل قالت إن النفس لأمارة بالسوء فمن فتوة يوسف عليه السلام إقامته في السجن بعد أن دعاه الملك إليه وما علم قدر ذلك إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيث قال عن نفسه: لأجبت الداعي ثناء على يوسف عليه السلام،

فقلت له فالاشتراك في أخبار اللّه تعالى عنك إذ قال: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها [ يوسف: الآية 24 ]

ولم يعين في ماذا يدل في اللسان على اتحاد المعنى، فقال ولهذا قلت للملك على لسان رسوله أن يسأل من النسوة عن شأن الأمر، فما ذكرت المرأة إلا أنها راودته عن نفسه وما ذكرت أنه راودها، فزال ما كان يتوهم من ذلك لما لم يسم اللّه في التعبير عن ذلك أمرا ولا عين في ذلك حالا، فقلت له: فلا بد من الاشتراك في اللسان، قال: صدقت فإنها همت بي لتقهرني على ما تريده مني، وهممت أنا بها لأقهرها في الدفع عن ذلك فالاشتراك وقع في طلب القهر مني ومنها

فلهذا قال: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ [ يوسف: الآية 24 ] يعني

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!