موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


مطلب الموطن الرابع - والرابع: موطن الحشر بأرض الساهرة والرد في الحافرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شيئا، فجعل اللّه هذا الخيال نورا يدرك به تصوير كل شيء أي أمر كان كما ذكرناه، فنوره ينفذ في العدم المحض فيصوره وجودا، فالخيال أحق باسم النور من جميع المخلوقات الموصوفة بالنورية، وأصحابنا غلطوا في النظر في هذا القرن، وأكثر العقلاء جعل ضيقه المركز وأعلاه الفلك الأعلى، وأن الصور التي يحوي عليها هي صور العالم، فجعلوا أوسع القرن الأعلى وضيقه الأسفل، وليس الأمر كما زعموا، بل لما كان الخيال كما قلنا يصور الحق فمن دونه من العالم حتى العدم كان أعلاه الضيق وأسفله الواسع، وهكذا خلقه اللّه تعالى، فأول ما خلق منه الضيق وآخر ما خلق منه ما اتّسع، ولا شك أن حضرة الأفعال والأكوان أوسع، ولهذا العارف ما له اتساع في العلم إلا بقدر ما يعلمه من العالم، ثم إنه إذا أراد أن ينتقل إلى العلم بوحدانية اللّه تعالى لا يزال يرقى من السعة إلى الضيق قليلا قليلا فتقل علومه كلما ترقى في ذات الحق إلى أن لا يبقى له معلوم إلا الحق وحده، وهو أضيق ما في القرن، فضيقه وهو الأعلى على الحقيقة وفيه الشرف التام. واعلم أن اللّه تعالى إذا قبض الأرواح من هذه الأجسام الطبيعية حيث كانت والعنصرية أودعها صورا جسدية هي مجموع هذا القرن النوري، فجميع ما يدركه الإنسان بعد الموت في البرزخ من الأمور إنما يدركه بعين الصور التي هو فيها من القرن وبنورها وهو إدراك حقيقي، ومن الصور هناك ما هي مقيدة عن التصرف، ومنها ما هي مطلقة كأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم، وأرواح الشهداء، ومنها ما يكون لها نظر إلى عالم الدنيا في هذه الدار، ومنها ما يتجلى للنائم في حضرة الخيال التي هي فيه، وإذا تحققت ما أوردناه من كلام الشيخ رضي اللّه تعالى عنه علمت أن هذا البرزخ هو ( الذي نصير إليه بعد الموت الأصغر والأكبر ) معا إن كنا من أهل السلوك، وإلا فبعد الموت الأكبر فقط إن كنا من أرباب النفس والهوى.

مطلب الموطن الرابع ( الرابع موطن الحشر ) وهو جمع الناس ( بأرض الساهرة ) وهي وجه الأرض، وسميت ساهرة لأن فيها سهرهم ونومهم، وأصلها مسهورة ومسهور فيها فصرف من المفعولية إلى الفاعلية كما قيل عيشة راضية أي مرضية، قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه: اعلم يا أخي أن الناس إذا قاموا من قبورهم، وأراد اللّه تعالى أن يبدل الأرض غير الأرض فتمد تلك الأرض بإذن اللّه تعالى ويؤتى بالجسر فيكون دون الظلة فيكون

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!