موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الفرائض والسنن
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 174 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ثلاثون سنة فلهذا أنزلنا الثلاثة القرون من زمان دعوته إلى يوم القيامة منزلة شهر وجعلنا الثلاثة القرون كالثلاث الغرر منه‏

[اختيار الصوم من بين العبادات‏]

وأما اختياره الصوم‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال لشخص سأله عليك بالصوم فإنه لا مثل له‏

فنفى المثلية عن الصوم فأشبه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وقال الصوم لي‏

وجعل جميع العبادات كلها للإنسان إذ كان الصوم صفة تنزيه ولا ينبغي التنزيه إلا له تعالى‏

[اختيار رمضان من بين الشهور]

وأما اختياره من الشهور شهر رمضان فلمشاركته في الاسم فإن رمضان من الأسماء الإلهية فتعينت له حرمة ما هي لسائر شهور السنة وجعله من الشهور القمرية حتى تعم بركته جميع شهور السنة فيظهر في كل شهر من شهور السنة فيحصل لكل يوم من أيام السنة حظ منه فإن أفضل الشهور عندنا شهر رمضان ثم شهر ربيع الأول ثم شهر رجب ثم شعبان ثم ذو الحجة ثم شوال ثم ذو القعدة ثم المحرم وإلى هنا انتهى علمي في فضيلة الشهور القمرية وأبهم على ترتيب الفضل فيما بقي من شهور السنة القمرية وذلك شهر صفر وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ما عندي علم بترتيب الفضلية في هؤلاء أو هي متساوية في الفضل وهو الغالب على ظني فإنه أظهر ذلك وما تحققته فلم يتمكن لي أن أقول ما ليس لي به علم‏

[اختيار الماء من بين الأركان‏]

وأما اختياره من الأركان ركن الماء لأنه من الماء جعل كل شي‏ء حي حتى العرش لما خلقه ما كان الأعلى الماء فسرت الحياة فيه منه فهو الركن الأعظم كما قال الحج عرفة وإن كان سبب الحياة أشياء معه ولكنه الركن الأعظم من تلك الأشياء

[اختيار العرش من بين الأفلاك‏]

وأما اختياره من الأفلاك العرش لأن له الإحاطة بجميع الأجسام والله بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ وله الأولية في الأفلاك فما تحتها فهو الأول المحيط فاختاره للاستواء لما بين الصفتين فإن كان العرش الملك فأحرى أن يكون هو من غير اختيار لأنه ما ثم إلا الله وملكه وكل شي‏ء ما سواه ملكه وقد ورد تمييزه عن غيره فتعين أن يكون مختارا للأولية والإحاطة لأن السموات والأرض في جوف الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في جوف العرش كحلقة في فلاة

[اختيار الملائكة من العباد]

واختار من العباد الملائكة فإنهم مخلوقون من النور فأجسامهم نورية بالأصالة فهم أقرب نسبة من سائر المخلوقات إلى النور الإلهي ولذلك‏

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يدعو أن يجعله الله نورا

لما يعرف من ظلمة الطبيعة

[اختيار العماء من بين الأينيات‏]

واختار من الأينيات العماء فكان له قبل خلق الخلق ومنه خلق الملائكة المهيمة فهيمها في جلاله ثم خلق الخلق فشغلهم هيمانهم في جلال جماله أن يروا سواه فهم الذين لا يعرفون أن الله خلق أحدا ما أشرفها من حالة فجعل العماء أينية له والعرش مستوي له والسماء الدنيا لنزوله والأرض لمعيته فهو معنا أينما كنا

[اختيار الرسل من بين الناس‏]

واختار من الناس الرسل ليبلغوا عن الله ما هو الأمر عليه فإنه ما أخرجهم إلا للعلم به لأنه أحب أن يعرف فتعرف إليهم بالرسل بما بعثهم به من كتب وصحف فعرفوه معرفة ذاتية كما عرفوه بالعقول التي خلق لهم وأعطاها قوة النظر الفكري فعرفوه بالدلائل والبراهين معرفة وجودية سلبية لم يكن في قوة العقل في استقلاله أكثر من هذا ثم بعد ذلك جاءت الرسل من بعده بمعرفة ذاتية فعبد الخلق الإله الذي تعرف إليهم بشرعه إذ العقل لا يعطي عملا من الأعمال ولا قربة من القرب ولا صفة ذاتية ثبوتية للحق وما حظ العقل من الشرع مما يستقل به دليله إلا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ على زيادة الكاف لا على إثباتها صفة فاختار الرسل لتبليغ ما لا يستقل العقل بإدراكه من العلم بذاته وبما يقرب إليه من الأعمال والتروك والنسب‏

[اختيار الاسم الله من بين الأسماء الحسنى‏]

واختار من الأسماء الاسم الله فأقامه في الكلمات مقامه فهو الاسم الذي ينعت ولا ينعت به فجميع الأسماء نعته وهو لا يكون نعتا ولهذا يتكلف فيه الاشتقاق فهو اسم جامد علم موضوع للذات في عالم الكلمات والحروف لم يتسم به غيره جل وعلا فعصمه من الاشتراك كما دل أن لا يكون ثم إله غيره‏

[الاختيارات الإلهية دعوة للعقول إلى الاختيار الذي هو اعتبار واستبصار]

فهذا قد ذكرنا من الاختيارات الإلهية ما يخرج مخرج التنبيه للعقول الغافلة عما دعيت إليه من الاعتبار والإستبصار ولم نستوف الأمر حده لأنا ما نعرف بطريق الإحاطة تفصيل ما خلق الله من الموجودات وإن كنا نقدر بما أقدرنا الله على حصر الموجودات فيدخل في ذلك كل شي‏ء ونحن ما تصدينا في هذا إلا لمعرفة آحاد ما اختاره واصطفاه من كل نوع نوع من المخلوقات المحصورة في الوجود القائمة بنفسها والمتحيزة وغير المتحيزة من القائمة بنفسها وغير القائمة بنفسها والنوع الذي لا يقبل التحيز إلا بالتبعية وما تألف من ذلك وما لم يتألف وانحصرت أقسام العالم والموجودات فيما ذكرناه‏

[ما يستقل به العقل في الاختيار وما هو فوق مستواه‏]

وثم تفصيل نسبي يمكن أن يستقل به العقل وهي مفاضلة الأشياء بعضها على بعض بتميز مراتبها وانفعال بعضها على بعض وتأثير بعضها في بعض وتوقف بعضها على بعض ولكن مفاضلة القرب الإلهي بطريق العناية بهم لا بما تعطيه حقائقهم لا يكون‏


مخطوطة قونية
4000
4001
4002
4003
4004
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 174 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!