موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى المجاهدة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 144 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

نداء الحق إلا بالحق والسامع مؤمن والسامعون كثيرون فهو المؤمنون فترك التوبة ترك الرجوع لأنه قال ارْجِعُوا وَراءَكُمْ لمن كان في ظلمة كونه فَالْتَمِسُوا نُوراً انظروا إلى موجدكم وهو النور الذي به الظهور فإذا رأيتم النور كشف لكم عنكم فعلمتم أنه أقرب إليكم مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ لعدم النور

[ما تاب من تاب ولكن الله تاب‏]

فلما حصلت لهم المعرفة هنا بهذا القدر لم تصح منهم توبة عندهم أنهم تائبون فَتابَ عَلَيْهِ فكان هو التائب على الحقيقة والعبد محل ظهور الصفة ولذلك قال لِيَتُوبُوا ثم قال إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ وهو لفظ المبالغة إذ كانت له التوبة الأولى من قوله ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ والثانية من قوله لِيَتُوبُوا فالتوبتان له من كل عبد فهو التواب لا هم وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏ وهذا حكم سار في جميع أفعال العباد فما تاب من تاب ولكن الله تاب ولهذا قالت الجماعة التوبة ترك التوبة والتوبة من التوبة فنفيها إثباتها وإثباتها نفيها

[التوبة على مستوى الشريعة والتوبة على مستوى الحقيقة]

فترك التوبة حال التبري من الدعوى فليست التوبة المشروعة إلا الرجوع من حال المخالفة إلى حال الموافقة أعني مخالفة أمر الواسطة إلى موافقة أمرها لا غير والتوبة من التوبة هي الرجوع منه إليه به فالتوبة من التوبة لها الكشف وما لها حجاب وصاحبها مسئول لأنه تبرأ من الدعوى بها أعني بالدعوى وكل مدع مطالب بالبرهان على صحة دعواه فالمكمل من يثبت التوبة حيث أثبتها الحق ولمن أثبتها ولا يعديها محلها فلها رجال يقومون بها ولها رجال يحكمون بها وهم عَنْها مُبْعَدُونَ لأنها حالة غربة وهم في الموطن الذي فيه ولدوا فلا غربة

[محبة الله للتائب هي كمحبة أهل الغائب إذا عاد إليهم الغائب‏]

ما يرجع إلى أهله إلا الغائب والغائب غريب فالغرباء هم التائبون فالمحبة من الله لهم محبة أهل الغائب إذا ورد عليهم غائبهم فمن كان من أهله مشاهدا له في حال غربته لم يفرح به لنفسه فإنه غير فاقد له وإنما فرحه به لفرحه برجوعه إلى موطنه فهو فرح موافقة كمحبة المحبوب لمحبه لأنها عين حبه لنفسه ولهذا يبغض من يبغضه لحبه لنفسه إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ إليه في كل حال من خلاف ووفاق فهو مقبول محبوب على كل حال وإذا كانت التوبة تحب لأجل الوصلة فالمتصل لا يتصل فهو أشد في المحبة وأعظم في اللذة وهو المعبر عنه بترك التوبة

[الأصل أنه لا رجوع وأن الأمر في مزيد]

ومن رأى أن الأمر الإلهي واتساع الحقيقة الربانية لا يدوم لها حال معين ولا ينبغي ولذلك هو كل يوم في شأن ولا يكرر فلا تصح توبة فإنها رجوع ولا يكون رجوع إلا من مفارقة لأمر يرجع إليه والحق على خلافه فلا رجوع فلا توبة وقوله وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ لما تغرب الأمر عند المحجوبين عن موطنه بما ادعوه فيه لنفوسهم قيل لهم إليه يرجع الأمر كله لو نظرتم لرأيتم من نسبتم إليه هذا الفعل منكم إنما هو الله لا أنتم وما الله بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ من دعواكم إن الأمر إليكم وهو لله فالأصل إنه لا رجوع وأن الأمر في مزيد إلى ما لا نهاية له ولا إحاطة إذ لا نهاية لواجب الوجود فلا نهاية للممكنات إذ هو الخلاق دائما ولا يصح أن يزول عنه هذا الحكم لأنه ما لا يثبت نفيه إلا بإثباته فنفيه محال فكل باب من أبواب هذا الكتاب مما يقتضي ترك ما أثبتناه في الباب الذي قبله فهو كالذيل له فهو منه فنسوقه مختصرا لأنه لا يحتمل التطويل وهو فصل من فصول الباب الذي قبله فنقتصر في ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السادس والسبعون في المجاهدة)

سبح إلهك بكرة وأصيلا *** فالنعل يرجع بالهدى إكليلا

جاهد هواك ولا تكن ذا فترة *** فيه وكن للنائبات خليلا

إن المجاهد لا يزال مكابدا *** يهوى الخطوب ويعشق التعليلا

لا تركنن إلى البطالة إنها *** تردى وكن للحادثات وصولا

[حروف العلة والأصناف الأربعة من الأولياء]

اعلموا وفقكم الله أني لما شرعت في الكلام على هذا الباب أريت مبشرة عرفت فيها إن الناس لا بد أن ينزل بهم أمر إلهي عارض يحتاجون فيه إلى حمل مشقة وجهد نفسي وحسي وقيل لي لا تغفل في كل باب أن تدرج فيه الحروف الصغار وتبين أن بإشباعها تكون الحروف الثلاثة التي هي حروف العلة وهي حروف العلة وهي حروف المد واللين وهي الحروف المركبة من علة ومعلول ويكون كلامك فيها وإشارتك إلى الأربعة الأصناف وهم العارفون الذين لهم العوارف الإلهية الوجودية الجودية في معرفتهم وأهل المواقف عند الحدود الإلهية لتلقى الأدب بين كل مقامين عند الانتقال في حال لا يتصفون فيه بالمقام الأول ولا بالثاني وهم أهل البرازخ وكذلك أيضا أهل الوصال والأنس تعين ما لهم من الدرجات في كل مقام كما تبين‏


مخطوطة قونية
3876
3877
3878
3879
3880
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 144 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!