موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهد عند المقابلة والانحراف وعلى كم ينحرف من المقابلة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 4 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الذي نزلت هذه الألفاظ بلغتهم فنكون من الذين يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ومن الذين يُحَرِّفُونَهُ من بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وهُمْ يَعْلَمُونَ بمخالفتهم ونقر بالجهل بكيفية هذه النسب وهذا هو اعتقاد السلف قاطبة من غير مخالف في ذلك‏

[الحق في الجمع بين النسبتين‏]

فإذا تقرر عندك ما ذكرناه من هاتين النسبتين للحق المشروعتين وأنت المطلوب بالتوجه بقلبك وبعبادتك إلى هاتين النسبتين فلا تعدل عنهما إن كنت كاملا أو إلى إحداهما إن كنت نازلا عن هذه المرتبة الكمالية إما لما يقوله أهل الكلام في الله من حيث عقولهم وإما لما توهمه القاصرة عقولهم من تشبيه الحق بخلقه فهؤلاء جهلوا وهؤلاء جهلوا والحق في الجمع بينهما وقد ورد الخبر في النشأة الآدمية أن الله خلق آدم على صورته‏

وورد في القرآن أن الله خلقه بيديه على جهة التشريف لقرينة الحال حين عرف بذلك إبليس لما ادعى الشرف على آدم بنشأته فقال ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ولا يسوغ هنا حمل اليدين على القدرة لوجود التثنية ولا على أن تكون الواحدة يد النعمة والأخرى يد القدرة فإن ذلك سائغ في كل موجود فلا شرف لآدم بهذا التأويل فلا بد أن يكون لقوله بيدي خلاف ما ذكرناه مما يصح به التشريف‏

[المشبه والمنزه والكامل‏]

فتوجهت على خلق الإنسان هاتان النسبتان نسبة التنزيه ونسبة التشبيه فخرج بنو آدم لهذا على ثلاث مراتب كامل وهو الجامع بين هاتين النسبتين أو واقف مع دليل عقله ونظر فكره خاصة أو مشبه بما أعطاه اللفظ الموارد ولا رابع لهم من المؤمنين فالمقابلة أو الانحراف لا تكون إلا من جهة نسبة التنزل الإلهي الخيالي في‏

قوله عليه السلام اعبد الله كأنك تراه‏

في هذا هي المقابلة للمعبود والانحراف عن هذه المقابلة إما بتنزيه وهو انحراف المتكلمين وإما بتشبيه محدود وهو انحراف المجسمين والكمل هم أهل القول بالأمرين‏

[الاسم الإلهي الدهر ومقاماته لأهل الشهود]

وهذه الحضرة التي ذكرناها تحوي على ستين وثلاثمائة مقام منها ستة وثلاثون أمهات وما بقي فهي نازلة عن هذه الستة والثلاثين تحصل كلها لأهل الشهود من الاسم الدهر فإن الله هو الدهر ولا يتوهم من هذا القول الزمان المعروف الذي تعده حركات الأفلاك ونتخيل من ذلك درجات للفلك التي تقطعها الكواكب ذلك هو الزمان وكلامنا إنما هو في الاسم الدهر ومقاماته التي ظهر عنها الزمان والزمان على التحقيق قد عرفناك أنه نسبة لا أمر وجودي وأنه للمحدث بمنزلة الأزل للقديم فهذه المقامات تحصل لأهل الشهود إذا قابلوها بذواتهم من حيث خلقهم على الصورة كذلك يقابل الزمان الدهر والأبد يقابله الأزل ولا يكون منهم عند المقابلة نظر إلى كون أصلا يميزونه عن ذواتهم وذوات ما قابلوه فإن وقع لمن هذا مقامه تميز لكون من الأكوان أو للذي قابلوه يميز لهم عما قابلوه من ذواتهم فقد حدوه وانحرفوا عن المقابلة وانحطوا بذلك إلى ثمانية عشر مقاما وهو النصف فأما أن يكون انحرافهم إليه أو إليهم فإن كان إليه تعالى فقد غابوا عنهم والمطلوب منهم حضورهم بهم له وإن كان الانحراف إليهم فقد غابوا عنه والمطلوب حضورهم معه فإن زاد الانحراف انحطوا إلى نصف ذلك وهو تسعة مقامات فغاب عنهم من الذي انحطوا عنه النصف فإن زاد الانحراف انحطوا إلى ستة مقامات وهو غاية الانحطاط وهو الثلث من الثمانية عشر والسدس من المجموع الذي هو ستة وثلاثون‏

[الكامل يقابل كل نسبة بذاته من غير تغيير في ذاته‏]

فمنزل العبد الكامل يكون بين هاتين النسبتين يقابل كل نسبة منهما بذاته فإنه لا ينقسم في ذاته وما لا ينقسم لا يوصف بأنه يقابل كل نسبة بغير الذي يقابل بها الأخرى وما ثم إلا ذاته كالجوهر الفرد بين الجوهرين أو الجسمين يقابل كل واحد مما هو بينهما بذاته لأن ما لا ينقسم لا يكون له جهتان مختلفتان في حكم العقل وإن كان الوهم يتخيل ذلك كذلك الإنسان من حيث حقيقته ولطيفته يقابل بذاته الحق من حيث نسبه التنزيه وبذلك الوجه عينه يقابل الحق من حيث صفة النزول الإلهي إلى الاتصاف بالصفات التي توهم التشبيه وهي النسبة الأخرى وكما أن الحق الذي هو الموصوف بهاتين النسبتين واحد في نفسه وأحديته ولم تحكم عليه هاتان النسبتان بالتعداد والانقسام في ذاته كذلك العبد الكامل في مقابلة الحق في هاتين النسبتين لا يكون له وجهان متغايران‏

[العين من الحق والعين من العبد واحدة]

فهذه هي المقابلة للحق من جميع النسب على كثرتها فإنها وإن كثرت فهي راجعة إلى هاتين النسبتين وليستا بأمر زائد على عين الموصوف بها فالكل عين واحدة وما ثم كل وجودي وإنما جئنا به من حيث النسب وهي لا أعيان لها فالعين من الحق واحدة والعين من العبد واحدة لكن عين العبد ثبوتية ما برحت من أصلها ولا خرجت من معدنها ولكن كساها


مخطوطة قونية
3274
3275
3276
3277
3278
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 4 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!