موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة جهنم وأعظم المخلوقات فيها عذابا ومعرفة بعض العالم العلوى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 298 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

هَلْ من مَزِيدٍ ولا إن تقول أكل بعضي بعضا فنزول الحق برحمته إليها التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وحنانه وسع لها المجال في الدعوى والتسلط على من تجبر على من أحسن إليها هذا الإحسان وجميع ما تفعله بالكفار من باب شكر المنعم حيث أنعم عليها فما تعرف منه سبحانه إلا لنعمة المطلقة التي لا يشوبها ما يقابلها فالناس غالطون في شأن خلقها

[المنافقون في الدرك الأسفل من جهنم‏]

ومن أعجب ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا مع أصحابه في المسجد فسمعوا هدة عظيمة فارتاعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أ تعرفون ما هذه الهدة قالوا الله ورسوله اعلم قال حجر ألقى من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها

فكان وصوله إلى قعرها وسقوطه فيها هذه الهدة فما فرغ من كلامه صلى الله عليه وسلم إلا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر فعلم علماء الصحابة أن هذا الحجر هو ذاك المنافق وأنه منذ خلقه الله يهوى في نار جهنم وبلغ عمره سبعين سنة فلما مات حصل في قعرها

قال تعالى إِنَّ الْمُنافِقِينَ في الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ من النَّارِ فكان سماعهم تلك الهدة التي أسمعهم الله ليعتبروا فانظر ما أعجب كلام النبوة وما ألطف تعريفه وما أحسن إشارته وما أعذب كلامه صلى الله عليه وسلم‏

[تخاصم أهل النار في النار]

ولقد سألت الله أن يمثل لي من شأنها ما شاء فمثل لي حالة خصامهم فيها وهو قوله تعالى إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وقوله تعالى قالُوا وهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ لضلالهم وآلهتهم إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ وهم أهل النار الذين هم أهلها الذين يقول الله فيهم وامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ يريد بالمجرمين أهل النار الذين يعمرونها ولا يخرجون منها يمتازون عن الذين يخرجون منها بشفاعة الشافعين وسابق العناية الإلهية في الموحدين‏

[الرحمة التامة في التلقي من النبوة والوقوف عند الكتاب والسنة]

فهذا مثل لي في وقت منها فما شبهت خصامهم فيها إلا كخصام أصحاب الخلاف في مناظرتهم إذا استدل أحدهم فإذا رأيت ذلك تذكرت الحالة التي أطلعني الله عليها ورأيت الرحمة كلها في التسليم والتلقي من النبوة والوقوف عند الكتاب والسنة ولقد عمي الناس عن‏

قوله صلى الله عليه وسلم عند نبي لا ينبغي تنازع‏

وحضور حديثه صلى الله عليه وسلم كحضوره لا ينبغي أن يكون عند إيراده تنازع ولا يرفع السامع صوته عند سرد الحديث النبوي فإن الله يقول لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا فرق عند أهل الله بين صوت النبي أو حكاية قوله فما لنا إلا التهيؤ لقبول ما يرد به المحدث من كلام النبوة من غير جدال سواء كان ذلك الحديث جوابا عن سؤال أو ابتداء كلام فالوقوف عند كلامه في المسألة أو في النازلة واجب فمتى ما قيل قال الله أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يقبل ويتأدب السامع ولا يرفع صوته على صوت المحدث إذا قال ما قال الله أو سرد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله وما تلاه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سمعه السامع إلا منه ثم إذا شاركه السامع في حال كلامه فهو ليس بسامع فإنه من الآداب التي أدب الله نبيه صلى الله عليه وسلم قوله ولا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ من قَبْلِ أَنْ يُقْضى‏ إِلَيْكَ وَحْيُهُ والله يقول لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ وتوعد على ذلك بحبط العمل من حيث لا يشعر الإنسان فإنه يتخيل في رده وخصامه أنه يذب عن دين الله وهذا من مكر الله الذي قال فيه سَنَسْتَدْرِجُهُمْ من حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وقال ومَكَرْنا مَكْراً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ فالعاقل المؤمن الناصح نفسه إذا سمع من يقول قال الله تعالى أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينصت ويصغ ويتأدب ويتفهم ما قال الله أو ما قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الله وإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فأوقع الترجي مع هذه الصفة وما قطع بالرحمة فكيف حال من خاصم ورفع صوته وداخل التالي وسأرد الحديث النبوي في الكلام وأرجو أن يكون الترجي الإلهي واجبا كما يراه العلماء

[رؤي غيبة واكتشافات علمية]

ولما عاينت هذا المحل رأيت عجبا وفي هذه الرؤية رأيت اعتماد الماء على الهواء وهو من أعجب الأشياء في عمارة الأحياز وإن جوهرين لا يكونان في حيز واحد وإن الحيز لن شغله وفي هذه الرؤية علمت إبطال التوالد وأن المحرك للأشياء هو الله تعالى وأن السبب لا أثر له في الفعل جملة واحدة وفي هذه الرؤية علمت إن الألطف أقوى من الأكثف فإن الهواء ألطف من الماء بلا شك وقد منعه ولم يقاومه الماء في القوة ومنعه من النزول فإني رأيت نفسي في الهواء والماء فوقي ويمنعه الهواء من النزول إلى الأرض وفي هذه الرؤية علمت علوما جمة كثيرة


مخطوطة قونية
1199
1200
1201
1202
1203
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 298 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!