موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أسرار وصف المنازل السفلية ومقاماتها وكيف يرتاح العارف عند ذكره بدايته فيحنّ إليها مع علو مقامه وما السر الذى يتجلى له حتى يدعوه إلى ذلك
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 257 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

وجهرا ليجمع له فيها بين الذكرين ذكر السر وهو الذكر في نفسه وذكر العلانية وهو الذكر في الملإ العبد في صلاته يذكر الله في ملأ الملائكة ومن حضر من الموجودات السامعين وهو ما يجهر به من القراءة في الصلاة

قال الله تعالى في الخبر الثابت عنه إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه‏

قد يريد بذلك الملائكة المقربين الكروبيين خاصة الذين اختصهم لحضرته فلهذا الفضل شرع لهم في الصلاة الجهر بالقراءة والسر فكل عبد صلى ولم تزل عنه صلاته كل شي‏ء دونها فما صلى وما هي نور في حقه وكل من أسر القراءة في نفسه ولم يشاهد ذكر الله له في نفسه فما أسر فإنه وإن أسر في الظاهر وأحضر في نفسه ما أحضره من الأكوان من أهل وولد وأصحاب من عالم الدنيا وعالم الآخرة وأحضر الملائكة في خاطره فما أسر في قراءته ولا كان ممن ذكر الله في نفسه لعدم المناسبة فإن الله إذا ذكر العبد في نفسه لم يطلع أحد من المخلوقين على ما في نفس الباري من ذكره عبده كذلك ينبغي أن يكون العبد فيما أسره فإنه ما يناجي في صلاته إلا ربه في حال قراءته وتسبيحاته ودعائه وكذلك إذا ذكره في ملأ في ظاهره وفي باطنه فأما في ظاهره فبين وأما في باطنه فما يحضر معه في نفسه من المخلوقين وهو ما يجهر به من القراءة في الصلاة والتسبيحات والدعاء

[نسبة النورية في الصلاة ومقامات المقربين‏]

ثم إنه ليس في العبادات ما يلحق العبد بمقامات المقربين وهو أعلى مقام أولياء الله من ملك ورسول ونبي وولي ومؤمن إلا الصلاة قال تعالى واسْجُدْ واقْتَرِبْ فإن الله في هذه الحالة يباهي به المقربين من ملائكته وذلك أنه يقول لهم يا ملائكتي أنا قربتكم ابتداء وجعلتكم من خواص ملائكتي وهذا عبدي جعلت بينه وبين مقام القربة حجبا كثيرة وموانع عظيمة من أغراض نفسية وشهوات حسية وتدبير أهل ومال وولد وخدم وأصحاب وأهوال عظام فقطع كل ذلك وجاهد حتى سجد واقترب فكان من المقربين فانظروا ما خصصتكم به يا ملائكتي من شرف المقام حيث ما ابتليتكم بهذه الموانع ولا كلفتكم مشاقها فاعرفوا قدر هذا العبد وراعوا له حق ما قاساه في طريقه من أجلي فيقول الملائكة يا ربنا لو كنا ممن يتنعم بالجنان وتكون محلا لإقامتنا أ لست كنت تعين لنا فيه منازل تقتضيها أعمالنا ربنا نحن نسألك أن تهبها لهذا العبد فيعطيه الله ما سألته فيه الملائكة فانظروا ما أشرف الصلاة وأفضل ما فيها ذكر الله من الأقوال والسجود من الأفعال ومن أقوالها سمع الله لمن حمده فإنه من أفضل أحوال العبد في الصلاة للنيابة عن الحق‏

فإن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده‏

يقول تعالى إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ الظاهر للتحريم والتحليل الذي فيها ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ يعني فيها من أفعالها

[ذكر الله بالأذكار الواردة في القرآن‏]

وينبغي للمحقق أنه لا يذكر الله إلا بالأذكار الواردة في القرآن حتى يكون في ذكره تاليا فيجمع بين الذكر والتلاوة معا في لفظ واحد فيحصل على أجر التالين والذاكرين أعني الفضيلة فيكون فتحه في ذلك من ذلك القبيل وعلمه وسره وحاله ومقامه ومنزله وإذا ذكره من غير أن يقصد الذكر الوارد في القرآن فهو ذاكر لا غير فينقصه من الفضيلة على قدر ما نقصه من القصد ولو كان ذلك الذكر من القرآن غير أنه لم يقصده وقد ثبت أن الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى‏

فينبغي لك إذا قلت لا إله إلا الله أن تقصد بذلك التهليل الوارد في القرآن مثل قوله تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الله وكذلك التسبيح والتكبير والتحميد وأنت تعلم أن أنفاس الإنسان نفيسة والنفس إذا مضى لا يعود فينبغي لك أن تخرجه في الأنفس والأعز فهذا قد نبهتك على نسبة النورية من الصلاة

[يسر اقتران البرهان بالصدقة، والضياء بالصبر]

وأما اقتران البرهان بالصدقة فهو إن الله تعالى جبل الإنسان على الشح وقال إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً يعني في أصل نشأته إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً وقال ومن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فنسب الشح لنفس الإنسان وأصل ذلك إنه استفاد وجوده من الله ففطر على الاستفادة لا على الإفادة فما تعطي حقيقته أن يتصدق فإذا تصدق كانت صدقته برهانا على أنه قد وقى شح نفسه الذي جبله الله عليه فلذلك قال الصدقة برهان ولما كانت الشمس ضياء يكشف به كل ما تنبسط عليه لمن كان له بصر فإن الكشف إنما يكون بضياء النور لا بالنور فإن النور ما له سوى تنفير الظلمة وبالضياء يقع الكشف وإن النور حجاب كما هي الظلمة حجاب‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق ربه تعالى حجابه النور

وقال إن لله سبعين حجابا من نور وظلمة أو سبعين ألفا

وقيل له صلى الله عليه وسلم أ رأيت ربك فقال صلى الله‏


مخطوطة قونية
1039
1040
1041
1042
1043
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 257 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!