موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأسماء الحسنى التى لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 267 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

عجبا فيه وفي رؤيته *** ما لعبد فيه إلا ما نواه‏

بذل المجهود كي يبصره *** وأبي ذلك في الحق عماه‏

لو دري الإنسان من غيرته *** إنه حقا على هذا بناه‏

يدعى صاحبها عبد الصاحب‏

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه ربه أنت الصاحب في السفر

وقال تعالى مصدقا له فيما سماه به من الصاحب وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فهو الصاحب على كل حال مع العبد في أينيته‏

فهو الله في السماء *** وفي الأرض يحكم‏

وإذا كان هكذا *** فاحذروا منه واعلموا

أنه عالم بكم *** عادل ليس يظلم‏

[أن الله تعالى حد حدود العبادة معللة وغير معللة]

وذلك أن الله تعالى حد حدود العبادة عقلية وشرعية معللة وغير معللة فما عقلت علته منها سميناها عقلية وما لم تعقل علته سميناها تعبد أو عبادة شرعية فهو مع عباده المكلفين يحفظ عليهم أنفاسهم في حدوده وهو مع من ليس بمكلف ينظر ما يفعل معه المكلفون بأن لا يتعدوا حدوده فهو مع كل شي‏ء بهذه المثابة في الدنيا وأما في الآخرة فما هو معهم إلا لحفظ أنفاسهم ولما يوجده فيهم فإنهم محل الانفعال لما يريد إيجاده فلا يزال يوجد له تعالى ولهم فله من حيث ما يسبحه الموجود بحمده في شيئية وجوده فإنها النعمة الكبرى فتسبيحه الحمد لله المنعم المفضل وأما كونه يوجد لهم فلما يحصل لهم من المنفعة بسبب ذلك الموجود وما يليق به فيعود نفعه عليهم ويعود تسبيحه عليه تعالى هكذا دائما ثم إن العالم لا يزال مسافرا أبدا فالله صاحبه أبدا فهو بعينه يسافر من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام والحق معه صاحبه وللحق الشئون كما قال تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ فالحق أيضا له من شأن إلى شأن فشئون الحق هي أحوال المسافرين يجدد خلقها لهم في كل يوم زمان فرد فلا يتمكن للعالم استقرار على حال واحدة وشأن واحد لأنها أعراض والأعراض لا تبقي زمانين مطلقا فلا وجود لها إلا زمان وجودها خاصة ثم يعقبها في الزمان الذي يلي زمان وجودها الأمثال أو الأضداد فأعيان الجواهر على هذا لا تخلو عن أحوال ولا خالق لها إلا الله فالحق في شئون أبدا فإنه لكل عين حال فللحق شئون ولنا أحوال فالصحبة دائمة غير منقطعة وشئون حاكمة إلى غير نهاية ولا بلوغ غاية وذلك من المرتبة التي صح لنا فيها أولية الظهور ثم استمر السير وتمادى السفر والانتقال من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان ومن مكانة إلى مكانة لكل موجود من العالم فلنعين من ذلك ما يختص بهذا النوع الإنساني فأوجده بكله ظاهر صورته وباطنها أجزاء العالم فظهر بعينه في كونه بعد أن كان يدور في أطوار العالم من عالم الأفلاك والأركان ولكن مختلف الأحوال مفترق الأجزاء غير معين بهذا الشي‏ء الخاص فالتأمت أجزاؤه والحق صاحبه في كل حال من أحوال تنقلاته وكيف لا يصحبه وهو خالق تلك الأحوال التي ينقله فيها والأطوار فأظهر عينه مجموعا لم يبق منه شيئا في غير ذاته ثم جعل ما جعل فيه يستحيل من صورة إلى صورة وهو أيضا سفر ويمده بمثل ما زال عنه وسافر أو بضده لتبقى عين جمعيته فصار الإنسان منزلا من منازل الوجود يسافر منه ويسافر إليه وليس لكل مسافر إليه إذا وصل ونزل به سوى جائزته ليلة واحدة وهي الزمن الفرد ويرحل ولا يرد عليه حال من الأحوال إلا والحق صاحب لذلك الوارد فيتعين على هذا المحل الذي هو الإنسان في كل نفس عند ورود كل حال كرامتان كرامة وضيافة لذلك الوارد بحسب مكانته من ربه وما تعطيه حقيقته والإنسان قادر على إجازته والقيام بحرمته وكرامته وضيافته ولسرعة ارتحاله تكون المسارعة إلى أداء جائزته والكرامة الأخرى المتعينة عليه كرامة صاحبه الواصل معه وهو الله الصاحب في السفر فينظر بأي اسم إلهي وصل فذلك الاسم الإلهي هو صاحبه فينظر ما يستحقه ذلك الاسم الإلهي من الجلال والتعظيم والتمجيد والتحميد فيكرمه ويضيفه بها فتلك كرامته ويبادر إلى ذلك في الزمان الواحد لأن الإنسان مجموع والرحلة سريعة فيعين لكل واحد أعني للحال الوارد وللصاحب معه وهو الاسم الإلهي الذي يحفظه من نفسه ما يستحق أن يقوم بما يتعين للحق عليه من الكرامة ويعين من نفسه أيضا حقيقة أخرى مناسبة للوارد تقوم بخدمته إلى أن يرحل عنه فالإنسان منزل ومناخ للمسافرين من الأحوال وهو في نفسه مسافر أيضا فله مع الله صحبة دائمة لسفره وله تلقى كل وارد


مخطوطة قونية
9608
9609
9610
9611
9612
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 267 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!