موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله لا حول ولا قوة إلا باللّه
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 111 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الحول والقوة لله *** عند الذي يؤمن بالله‏

وإنما التحقيق عبد رأى *** الحول والقوة لله‏

ومن ير الأمرين في نفسه *** فهو على نور من الله‏

[إن الله خلق آدم على صورته‏]

قال الله تعالى معرفا أن موسى عليه السلام قال لقومه اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وشرع لنا في القسمة بيننا وبينه أن نقول وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فقال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل‏

العلم أن لا حول ولا قوة إلا بالله من خصائص من خلقه الله على صورته وهو الإنسان الكامل فإن الملك ليس من حقيقته أن يكون هذا مقامه بل هو المتبرئ لأنه ليس بعبد جامع وإنما هو عضو من أعضاء العبد الجامع فالعبد الجامع هو الذي لم يبق صفة في سيده إلا وهي فيه ومن صورته في الاقتدار على إيجادنا قبولنا لذلك فما ثم قوة مطلقة من واحد دون مساعد فلما علم منا أنا نعلم ذلك شرع لنا أن نستعين به إذا القابل يحتاج إلى مقتدر كما إن المقتدر طلب القبول من القابل فصحت القسمة بيننا وبينه تعالى فإنه الصادق‏

وقد قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي‏

فالاقتدار منه والقبول منا وبهما ظهر العالم في الوجود الدليل إن المحال لا يقبل الوجود فلا ينفذ فيه الاقتدار لأن من حقيقة الاقتدار أنه لا يتعلق إلا بالممكن ولا معنى للممكن إلا القبول فلا يصح أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله إلا العبد الجامع فكل من تبرأ فهو جزء من الجامع وكل من أثبت الأمرين فهو جامع عالم بنفسه وبربه أديب وفي الأمر حقه‏

فلا حول منه ولا قوة *** إذا لم أكن وأنا الواقع‏

ولا حول منه ولا قوة *** إذا لم يكن وأنا الجامع‏

أ لا تراها كنزا أخفاه الله في الملك حتى أوجد آدم على صورته وجعله خليفة في أرضه واعترض من اعترض كما أخبر الله تعالى في ذلك وما سمع قبل خلق آدم لا حول ولا قوة إلا بالله وكل قائل يقولها من غير العبد الجامع فإنما يقولها بحكم التبعية له ولما خلق العرش وأمرت الملائكة أن تحمله لم تطقه فلما عجزت قام الحامل الواحد منهم الذي على صورة الإنسان فقال بلسانه لما أعطاه الله لا حول ولا قوة إلا بالله فقال من بقي من الجملة بقوله فحملت العرش وأطاقته فلما أوجد الله الإنسان الكامل جعل له قلبا كالعرش جعله بيتا له فما في العالم من يطيق حمل قلب المؤمن لأنهم عجزوا عن حمل العرش وهو في زاوية من زوايا قلب المؤمن لا يحس به ولا يعلم أن ثم عرشا لخفته عليه وجعل أسماءه الحسنى تحف بهذا القلب كما تحف الملائكة بالعرش وجعل حملته العلم الإلهي والحياة والإرادة والقول أربعة فالحياة نظير الحامل الذي على صورة الإنسان من حملة العرش لسريان الحياة في الأشياء فما ثم إلا حي والحياة الشرط المصحح لبقية الصفات من علم وإرادة وقول‏

ورد في الخبر أن جبريل لما علم آدم الطواف بالبيت وقال له إنا طفنا بالبيت قبل إن تخلق بكذا وكذا ألف سنة فقال له آدم فما كنتم تقولون عند الطواف به فقال جبريل كنا نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقال آدم وأزيدكم أنا لا حول ولا قوة إلا بالله‏

فاختص بهذا الكنز آدم عليه السلام فما ثم من يحول بينك وبين ما أنت قابل له مما إذا قبلته أضربك وأنزلك عن رتبتك أعني رتبة كما لك إلى حيوانيتك إلا الله ولا قوة لك على ما كلفك من الأعمال إلا بالله كما لا يحول بين الحق مع اقتداره وبين ما لا يصح فيه وجود إلا بك إلا أنت إذا لم تكن فلا بد من كونك فيما لا يوجد إلا بك ولا قوة أي لا ينفذ اقتدار في أمر لا يظهر إلا بك فمن القسمة ظهور حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله فيك وفيه بحسب الأحوال التي تطلبها فلا أجمع من الإنسان الجامع ولا أشرف فيه من جزئياته إلا الجزء الملكي منه كما إن ذكر الله في الصلاة أشرف أجزاء الصلاة لا أن الذكر أشرف من الصلاة كما أنه لا يكون الملك أشرف من الإنسان لأنه جزء من الإنسان والذكر جزء من الصلاة قال الله تعالى إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ يعني بصورتها فإن التكبيرة الأولى تحريمها والسلام منها تحليلها عن الفحشاء والمنكر لما فيها من التحريم ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ يعني فيها لأن الذكر جزء منها وهو أكبر أجزائها وفيه وقعت القسمة بين الله وبين المصلي في الصلاة فإذا علمت هذا علمت مقام الملك فلم يخرج عنك وأصبت الأمر على ما هو عليه وأنصفت وعرفت من أين أتى على من أتى عليه في باب المفاضلة الله تعالى مجموع أسمائه مع التفاضل فيها في عموم التعلق فاجعل‏


مخطوطة قونية
8961
8962
8963
8964
8965
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 111 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!