موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الاثنى عشر قطبا الذين يدور عليهم عالم زمانهم
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 87 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فإنها السورة التي يقرءوها الحق تعالى في الجنة على عباده بلا واسطة وهذا القطب له علوم جمة له البطش والقوة كما قال أبو يزيد البسطامي وقد سمع قارئا يقرأ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ فقال بطشي أشد وكان حاله حال من ينطق بالله فقول الله عن نفسه أن بطشه شديد على لسان عبده أشد من بطشه بغير لسان عبده ثم بطشه على لسان عبده الطبيعي أشد من بطشه على لسان عبده الإلهي بما لا يتقارب وأكثر علم هذا الإمام في التنزيه والإحاطة وليس التنزيه والإحاطة التي يعلم هو المفهوم المتعارف بل هو تنزيه التنزيه المتعارف وجعله في ذلك علم الإحاطة وذلك أن تنزيهه عدم المشاركة في الوجود فهو الوجود ليس غيره والمعبر عنه عنده بالعالم إنما هو الاسم الظاهر وهو وجهه فما بطن منه عن ظاهره فهو الاسم الباطن وهو هويته فيظهر له ويغيب عنه وأما الآلام واللذات فتقابل الأسماء وتوافقها وبها تكثرت الصور فإنها التي تشكلت فأدرك بعضها بعضا فكان محيطا بها منزها عنها فله الستر عنها والتجلي فيها فتختلف عليه الصور فينكر حاله مع علمه أنه هو وهو ما تسمعه من قول الإنسان عن نفسه إني في هذا الزمان أنكر نفسي فإنها تغيرت علي وما كنت أعرف نفسي هكذا وهو هو ليس غيره فمن حيث تشكل الأسماء له الإمكان ومن حيث العين القابلة لاختلاف الصور الأسمائية عليها له الوجوب فهو الواجب الممكن والمكان والمتمكن المنعوت بالحدوث والقدم كما نعت كلامه العزيز بالحدوث مع اتصافه بالقدم فقال ما يَأْتِيهِمْ الضمير يعود على صور الأسماء إلا الرب من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ فنعته بالحدوث فهو حادث عند صورة الرحمن وما يأتيهم الضمير مثل الأول إلا الرحمن من ذكر من الرحمن محدث فنعته بالحدوث فهو حادث عند صورة الرب فإن تقدم إتيان ذكر الرب كان ذكر الرحمن جوابه وإن تقدم ذكر الرحمن كان ذكر الرب جوابه فالمتقدم أبدا من الذكرين قرآن والثاني فرقان ف لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ للمتقدم منهما وهو القرآن وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ للآخر منهما وهو الفرقان ف هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ كما هو الظَّاهِرُ والْباطِنُ وهُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ وليس إلا قبول صور الأسماء وكل للاحاطة فانحصر الأمر فيه فما قال كن إلا له ولا كنى بيكون إلا عنه أ لا تراه تسمى بالدهر وأنه يقلب الليل والنهار وليس الدهر غير الليل والنهار وليس التقليب سوى اختلاف الصور فالأيام والساعات والشهور والأعوام هي عين الدهر وفي الدهر وقع التفصيل بما ذكرناه فمن وجه هو ساعة ومن وجه هو يوم وليل ونهار وجمعة وشهر وسنة وفصول ودور

فكل خير هو له *** وكل شر ليس له‏

فهو الوجود كله *** وفقده ما هو له‏

يعلمه من علمه *** يجهله من جهله‏

فإنما أنابه *** في كل أحوالي وله‏

فأنت هو ما أنت هو *** وأنت له ما أنت له‏

ولو صنعت صنعه *** ولو عملت عمله‏

فهذا من بعض أنفاس علم هذا القطب وهكذا مجراه في علومه كلها على كثرتها وتفاصيلها

[القطب الثاني عشر الذي على قدم شعيب ع‏]

(و أما القطب الثاني عشر) الذي على قدم شعيب عليه السلام فسورته من القرآن سورة تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وهي التي تجادل عن قارئها ومنازله بعدد آيها انظر في جدالها في قوله ما تَرى‏ في خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ ... كَرَّتَيْنِ ينبه على النظر في المقدمتين هَلْ تَرى‏ من فُطُورٍ يعني خللا يكون منه الدخل فيما يقيمه من الدليل يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ وهو النظر خاسِئاً بعيدا عن النفوذ فيه بدخل أو شبهه وهُوَ حَسِيرٌ أي قد عيي أي أدركه العياء وكل آية في هذه السورة فإنها تجري على هذا النسق إلى أن ختم بقوله قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ أ لا ترى الوجود كله من غير تعليم هل تراه في حال اضطراره يلجأ إلى غير الله ما يلجأ إلا إلى الله بالذات فلو كان غيرا ما عرفه حتى يلجأ وهو قول العامة فيمن رزئ مالك لما ترجع في رزيتك إلا إلى الصبر والصبر ليس إلا صفة الصابر فتسمى أيضا بالصبور يقول أنا هو ما ثم غيري وهذا عين ما ادعاه في علمه القطب الذي على قدم صالح صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم‏

فيا شعيب ما ثم عيب *** لكنه شاهد وغيب‏

فانظر إلى حكمة وفصل الخطاب *** فيها ما فيه ريب‏

ولهذا القطب علم البراهين وموازين العلوم ومعرفة الحدود كله روح مجرد لطيفة حاكم على الطبيعة مؤيد للشريعة


مخطوطة قونية
8862
8863
8864
8865
8866
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 87 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!