موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة عين القلب
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 22 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

آلة وبالبصر يقع الإدراك للمبصر وهو الحق فبه تبصر ومن أبصر أمرا فقد علمه وإذا علمه فقد سكن إليه فأبصر التقليب دائما فعلمه دائما فاطمأن به وسكن إليه فهو في كل نفس ينظر إلى آثار ربه في قلبه فيما يقيمه وفيما خرج عنه ما يعطيه فيه وينبهه به عليه فلا يزال صاحب هذا المقام في كل نفس في علم جديد فهو في خلق جديد وغيره في لبس من هذا الخلق الجديد أمر الله تبارك وتعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يقول رَبِّ زِدْنِي عِلْماً أي ارفع عني اللبس الذي يحول بيني وبين العلم بالخلق الجديد فيفوتني خير كثير حصل في الوجود لا أعلمه والحجاب ليس إلا التشابه والتماثل ولو لا ذلك لما التبس على أحد الخلق الجديد الذي لله في العالم في كل نفس بكل شأن وما تنبه لهذا من الطوائف إلا القائلون بتجديد العالم في كل زمان فرد وهم طائفة يقال لهم الحسبانية ولم يبلغوا فيه مبلغ الأمر على ما هو عليه لكنهم قاربوا كما قارب القائلون بأن العرض لا يبقى زمانين والعرض كل ما لا قيام له بنفسه فهؤلاء أيضا قاربوا الأمر وما بلغوا فيه ما هو الأمر عليه إلا القاضي أبو بكر بن الطيب فإنه قارب في بعض الأمر في موضعين الموضع الواحد قوله في الأكوان إنها نسب لا عين لها وقوله فيما نسب إلى الحق من صفة إن ذلك الحكم لمعنى ما هو عين المعنى الآخر الذي أعطى حكما آخر فقارب أيضا ولم يبلغ فيه ما هو الأمر عليه وإنما تميز عمن يقول إن سمع الحق وبصره عين علمه والباقلاني لا يقول بهذا ورأيت بفأس أبا عبد الله الكناني إمام أهل الكلام في زمانه بالمغرب وقد سألني يوما في الصفات الإلهية فقلت له ما هو الأمر عليه عندنا ثم قلت له فما قولك أنت فيها هل أنت مع المتكلمين أو تخالفهم في شي‏ء مما ذهبوا إليه فيها فقال لي أنا أقول لك ما عندي أما إثبات الزائد على الذات المسمى صفة فلا بد منه عندي وعند الجماعة وأما كون ذلك الزائد عينا واحدة لها أحكام مختلفة كثيرة أو لكل حكم معنى زائد أوجبه ما عندنا دليل على أحديته ولا على تكثره هذا هو الإنصاف عندي في هذه المسألة وكل من تكلف في غير هذا دليلا فهو مدخول والزائد لا بد منه غير إنا نقول ما هو هو ولا هو غيره لما قد علمت يا سيدنا من مذهب أهل هذا الشأن في الغيرين فقلت له يا أبا عبد الله أقول لك ما

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأبي بكر في تعبيره الرؤيا أصبت بعضا وأخطأت بعضا

فقال لي لا أتهمك والله فيما تعلمه ولا أقدر أرجع عن الحكم بالزائد إلا إن فتح الله لي بما فتح الله به عليك مع اختلاف أهل النظر فيما ذهبت إليه هذا قوله فتعجبت من إنصافه ومن تصميمه مع شهادته على نفسه إنه ما يتهمني وهو يخالفني فأشبه من أضله الله على علم ولكن لا يقدح ذلك عندي في إيمانه وإنما يقدح في عقله ثم نرجع ونقول إن عين القلب ليس إلا ما هو الحق عليه في أحوال العالم ظاهرا وباطنا وأولا وآخرا وإن تعددت الأسماء فالمسمى واحد والمفهوم ليس بواحد فيحار الداعي إذا دعا ما يدري ما يدعو هل يدعو المسمى أو يدعو المفهوم فإن الأسماء الإلهية ما تعددت جزافا فلا بد من نسب تعقل لتعددها فالمفهوم من العالم ما هو عين المفهوم من الحي والحي هو العالم فالحي عين العالم والمفهوم من الحي ما هو المفهوم من العالم ولا القادر ولا العزيز ولا العالي ولا المتعالي ولا الكبير ولا المتكبر ولم نقل هذا عنه ولا سميته بهذا بل هو سمي لي نفسه بهذا فهل هو اسم له أو لما هو المفهوم منه وهل المفهوم منه أمر وجودي أو نسبة ثم مشاركتنا إياه في هذه الأسماء الواردة الإلهية كلها من أعجب ما في الأمر ثم رفع المماثلة بيني وبينه فتعلم قطعا إن هذه الأسماء من حيث المفهوم لا ترفع المماثلة

فقد حرنا وقد حارا *** فمن حار فما جارا

فقد أبعدني عينا *** وقد قربني جارا

وقد عين لي دارا *** وقد عينني دارا

له يسكنها خلدا *** فدارنا حيث ما دارا

فمن أصغى ومن قال *** ومن كسرى ومن دارا

مليك ما له ملك *** محال حار من حارا

ونادى من أتى يبغي *** فكانت داره النارا

فما عينني دار إلا له فبه أسمع وبه أبصر وقد وسعه قلبي وما عين لي دارا إلا هو فيه أقيم وبه أنزل وهو يسترني بهويته عن خلقه فهو الظاهر وأنا مخبوء في كنفه فإذا سمع بالآلة أو بالنسب فبي يسمع وبي يبصر على ذلك كما أسمع به وأبصر به فهو في بالنوافل فإنه الأصل وأنا الزائد فإن ظاهر الصورة عيني وأنا فيه بالفرائض فبي يسمع وبي يبصر

فمن كان سمع الحق فالحق سامع *** ومن كان عين الحق فالحق ناظر


مخطوطة قونية
8589
8590
8591
8592
8593
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 22 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!