موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من جعل قلبه بيتى وأخلاه من غيرى ما يدرى أحد ما أعطيه فلا تشبهوه بالبيت المعمور فإنه بيت ملائكتى لا بيتى ولهذا لم أسكن فيه خليلى إبراهيم عليه السلام
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 7 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الخلق وتعرف إليهم فعرفوه فما عرفوه بنظرهم وإنما عرفوه بتعريفه إياهم فهذي إشارة لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ والمحبة علم ذوق وما فينا إلا محب ومن أحب عرف مقتضى الحب فمن هنا تعرف عموم الرحمة والحديث الآخر غضب الله الكائن من إغضاب العبد ثم‏

قال عنه التراجمة عليه السلام في باب الشفاعة إذا سألوهم الخلق فيها يوم القيامة فيقولون إن الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغصب بعده مثله فزال الغضب بالانتقام‏

وأخبر صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن الصدقة تطفئ غضب الرب‏

وهو الموفق عبده لما تصدق به فهو المطفئ غضبه بما وفق إليه عبده وهذا كثير لكن هذا القدر عند عباد الله منه فإنا لا نزيد عليه لأنا ما عرفناه إلا بتعريفه وهذا من جملة تعريفه لا من نظر المخلوق فلما اتخذ الله قلب عبده بيتا لأنه جعله محل العلم به العرفاني لا النظري حماه وغار عليه أن يكون محلا لغيره والعبد جامع فلا بد أن يظهر الحق تعالى لهذا العبد في صور شتى أي في صورة كل شي‏ء لأنه محل للعلم بكل شي‏ء وليس محل العلم بالأشياء إلا القلب والحق يغار على قلب عبده أن يكون فيه غير ربه فاطلعه أنه صورة كل شي‏ء وعين كل شي‏ء فوسع كل شي‏ء قلب العبد لأن كل شي‏ء حق فما وسعه إلا الحق فمن علم الحق من حقيته فقد علم كل شي‏ء وليس من علم شيئا علم الحق وعلى الحقيقة فما علم‏

العبد ذلك الشي‏ء الذي يزعم أنه علمه لأنه لو علمه علم أنه الحق فلما لم يعلم أنه الحق قلنا فيه إنه لم يعلمه وإنما قال قلب المؤمن لا غير المؤمن لكون المعرفة بالله لا تكون إلا بتعريفه لا بحكم النظر الفكري ولا يقبل تعريفه به تعالى إلا المؤمن فإن غير المؤمن لا يقبل ذلك جملة واحدة فإنه الناظر على أحد ثلاثة أمور إما أن يحيل ذلك الذي ورد به التعريف على الحق فينقسم هنا المحيلون على أقسام فمنهم من يطعن في الرسل ويجعلهم تحت سلطان الخيال وهذه الطائفة من الأخسرين الذين أضلهم الله وأعماهم عن طريق الهدى بل في طريق الهدى لو علموا فهؤلاء قد جمعوا بين الجهل وبين المروق من الدين فلا حظ لهم في السعادة وقسم آخر منهم قالوا إن الرسل هم أعلم الناس بالله فتنزلوا في الخطاب على قدر أفهام الناس لا على ما هو الأمر عليه فإنه محال فهؤلاء كذبوا الله ورسوله فيما نسب الله إلى نفسه وإلى رسله بحسن عبارة كما يقول الإنسان إذا أراد أن يتأدب مع شخص آخر إذا حدثه بحديث يرى السامع في نظره أنه ليس كما قال المخبر فلا يقول له كذبت وإنما يقول له يصدق سيدي ولكن ما هو الأمر على هذا وإنما الأمر الذي ذكره سيدي على صورة كذا وكذا فهو يكذبه ويجهله بحسن عبارة هكذا فعل هؤلاء المتأولين وقسم آخر لا يقول بأنه نزل في العبارة إلى أفهام الناس وإنما يقول ليس المراد بهذا الخطاب إلا كذا وكذا ما المراد منه ما تفهمه العامة وهذا موجود في اللسان الذي جاء به هذا الرسول فهؤلاء أشبه حالا ممن تقدم إلا أنهم متحكمون في ذلك على الله بقولهم هذا هو المفهوم من اللسان وكذلك الذي يعتقده عامة ذلك اللسان هو أيضا المفهوم من ذلك فما يمنع أن يكون المجموع فأخطئوا في الحكم على الله بما لم يحكم به على نفسه فهؤلاء ما عبدوا إلا الإله الذي ربطت عليه عقولهم وقيدته وحصرته وقسم آخر قال نؤمن بهذا اللفظ كما جاء من غير أن نعقل له معنى حتى نكون في هذا الايمان به في حكم من لم يسمع به ونبقى على ما أعطانا دليل العقل من إحالة مفهوم هذا الظاهر من هذا القول فهذا القسم متحكم أيضا بحسن عبارة وإنه رد على الله بحسن عبارة فإنهم جعلوا نفوسهم حكم نفوس لم تسمع ذلك الخطاب وقسم آخر قالوا نؤمن بهذا اللفظ على حد علم الله فيه وعلم رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهؤلاء قد قالوا إن الله خاطبنا عبثا لأنه خاطبنا بما لا نفهم والله يقول وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ وقد جاء بهذا فقد أبان كما قال الله لكن أبي هؤلاء أن يكون ذلك بيانا وهؤلاء كلهم مسلمون وأما الأمر الثالث فهم الذين كشف الله عن أعين بصائرهم غطاء الجهل فأشهدهم آيات أنفسهم وآيات الآفاق ف يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ لا غيره فآمنوا به بل علموه بكل وجه وفي كل صورة وإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ فلا يرى العارف شيئا إلا فيه فهو ظرف إحاطة لكل شي‏ء وكيف لا يكون وقد نبه على ذلك باسمه الدهر فدخل فيه كل ما سوى الله فمن رأى شيئا فما رآه إلا فيه ولذلك قال الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله لأنه ما رآه حتى دخل فيه فبالضرورة يرى الحق قبل الشي‏ء بعينه لأنه يرى صدور ذلك الشي‏ء

منه فالحق بيت الموجودات كلها لأنه الوجود وقلب العبد بيت الحق لأنه وسعه ولكن قلب المؤمن لا غير

فمن كان بيت الحق فالحق بيته *** فعين وجود الحق عين الكوائن‏


مخطوطة قونية
8526
8527
8528
8529
8530
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 7 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!