موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الطبقة الأولى والثانية من الأقطاب الركبان
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 199 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

وبما ذا يسمى ذلك السبب فمن قائل هو الطبيعة ومن قائل هو الدهر ومن قائل غير ذلك فاتفق الكل في إثباته ووجوب وجوده وهل هذا الخلاف يضرهم مع هذا الاستناد أم لا هذا كله من علوم أهل هذا المقام انتهى الجزء السابع عشر

(الباب الثلاثون في معرفة الطبقة الأولى والثانية من الأقطاب الركبان)

(بسم الله الرحمن الرحيم)

إن لله عبادا ركبوا *** نجب الأعمال في الليل البهيم‏

وترقت همم الذل بهم *** لعزيز جل من فرد عليم‏

فاجتباهم وتجلى لهمو *** وتلقاهم بكأسات النديم‏

من يكن ذا رفعة في ذلة *** إنه يعرف مقدار العظيم‏

رتبة الحادث إن حققتها *** إنما يظهر فيها بالقديم‏

إن لله علوما جمة *** في رسول ونبي وقسيم‏

لطفت ذاتا فما يدركها *** عالم الأنفاس أنفاس النسيم‏

[الأفراد هم الركبان‏]

اعلم أيدك الله أن أصحاب النجب في العرف هم الركبان قال الشاعر

فليت لي بهمو قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

الفرسان ركاب الخيل والركبان ركاب الإبل فالأفراس في المعروف تركبها جميع الطوائف من عجم وعرب والهجن لا يستعملها إلا العرب والعرب أرباب الفصاحة والحماسة والكرم ولما كانت هذه الصفات غالبة على هذه الطائفة سميناهم بالركبان فمنهم من يركب نجب الهمم ومنهم من يركب نجب الأعمال فلذلك جعلناهم طبقتين أولى وثانية وهؤلاء أصحاب الركبان هم الأفراد في هذه الطريقة فإنهم رضي الله عنهم على طبقات فمنهم الأقطاب ومنهم الأئمة ومنهم الأوتاد ومنهم الأبدال ومنهم النقباء ومنهم النجباء ومنهم الرجبيون ومنهم الأفراد وما منهم طائفة إلا وقد رأيت منهم وعاشرتهم ببلاد المغرب وببلاد الحجاز والشرق فهذا الباب مختص بالإفراد وهي طائفة خارجة عن حكم القطب وحدها ليس للقطب فيهم تصرف ولهم من الأعداد من الثلاثة إلى ما فوقها من الأفراد ليس لهم ولا لغيرهم فيما دون الفرد الأول الذي هو الثلاثة قدم فإن الأحدية وهو الواحد لذات الحق والاثنان للمرتبة وهو توحيد الألوهية والثلاثة أول وجود الكون عن الله فالأفراد في الملائكة الملائكة المهيمون في جمال الله وجلاله الخارجون عن الأملاك المسخرة والمدبرة اللذين هما في عالم التدوين والتسطير وهم من القلم والعقل إلى ما دون ذلك والأفراد من الإنس مثل المهيمة من الأملاك فأول الأفراد الثلاثة وقد قال صلى الله عليه وسلم الثلاثة ركب‏

فأول الركب الثلاثة إلى ما فوق ذلك‏

[ما للأفراد من الحضرات والأسماء والمواد]

ولهم من الحضرات الإلهية الحضرة الفردانية وفيها يتميزون ومن الأسماء الإلهية الفرد والمواد الواردة على قلوبهم من المقام الذي ترد منه على الأملاك المهيمة ولهذا يجهل مقامهم وما يأتون به مثل ما أنكر موسى عليه السلام على خضر مع شهادة الله فيه لموسى عليه السلام وتعريفه بمنزلته وتزكية الله إياه وأخذه العهد عليه إذ أراد صحبته ولما علم الخضر أن موسى عليه السلام ليس له ذوق في المقام الذي هو الخضر عليه كما إن الخضر ليس له ذوق فيما هو موسى عليه من العلم الذي علمه الله إلا أن مقام الخضر لا يعطي الاعتراض على أحد من خلق الله لمشاهدة خاصة هو عليها ومقام موسى والرسل يعطي الاعتراض من حيث هم رسل لا غير في كل ما يرونه خارجا عما أرسلوا به ودليل ما ذهبنا إليه في هذا قول الخضر لموسى عليه السلام وكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‏ ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً فلو كان الخضر نبيا لما قال له ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً فالذي فعله لم يكن من مقام النبوة وقال له في انفراد كل واحد منهما بمقامه الذي هو عليه‏

قال الخضر لموسى عليه السلام يا موسى أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا

وافترقا وتميزا بالإنكار

[الأفراد لهم الأولية في الأمور]

فالإنكار ليس من شأن الأفراد فإن لهم الأولية في الأمور فهم ينكر عليهم ولا ينكرون قال الجنيد لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق وذلك لأنهم يعلمون من الله ما لا يعلمه غيرهم‏

[الأفراد هم أصحاب العلم الباطن‏]

وهم أصحاب العلم الذي كان‏

يقول فيه علي بن أبي طالب رضي‏


مخطوطة قونية
796
797
798
799
800
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 199 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!