موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سجود القيومية والصدق والمجد واللؤلؤة والسور
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 485 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

تشهده العقول فكما أنه ما ثم في المعلومات غيب عنه جملة واحدة بل كل شي‏ء له مشهود كذلك ما هو غيب لخلقه لا في حال عدمهم ولا في حال وجودهم بل هو مشهود لهم بنعت الظهور والبطون للبصائر والأبصار غير أنه لا يلزم من الشهود العلم بأنه هو ذلك المطلوب إلا بإعلام الله وجعله العلم الضروري في نفس العبد أنه هو مثل ما يجد لنائم إذا رأى صورة الرسول أو الحق تعالى في النوم فيجد في نفسه من غير سبب ظاهر أن ذلك المرئي هو الرسول إن كان الرسول أو الحق إن كان الحق وذلك الوجد إن حق في نفسه مطابق لما هو الأمر عليه فيما رآه هكذا يكون العلم بالله فلا يدرك إلا هكذا إلا بتفكر ولا بنظر حتى لا يدخل تحت حكم مخلوق وإذا كان الأمر بهذه المثابة وأخبر عن نفسه أنه يتحول في الصور مع ثبوت هذه الأحكام حكمنا عليه بما يحكم به على الصور التي يتجلى فيها لعباده كانت ما كانت فليس ثم غيره ولا سيما في الموطن الذي يعلم من حقيقته أنه لا يمكن فيه دعوى في الألوهية إلا لله فلا نضرب له مثلا

فإنه عين المثل *** سبحانه عز وجل‏

وكلنا منه إذا *** حققته علي وجل‏

إلا الذي بشره *** بالأمن منه وبجل‏

ففعل ما يقتضيه الموطن فإن العالم بالأمور لا يزيد في الظهور على حكم ما يقضي به الوقت ولذلك قالت الطائفة في الصوفي إنه ابن وقته وهذا حكم الكمل من الرجال كما

يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو الرءوف الرحيم في حق طائفة يوم القيامة سحقا سحقا

فإذا زال ذلك الحال تلطف في المسألة وشفع فيمن هوت به الريح وهو قوة حكم هوى النفس في مكان سحيق فيقوم الحق في الحال الواحد بصفة الغضب والرضي والرحمة والعذاب لحكم الظاهر والباطن والمعز والمذل فكأنه برزخ بين صفتيه فإنه ذو قبضتين ويدين لكل يد حكم وفي كل قبضة قوم مثل الكتابين اللذين خرج بهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على أصحابه وأخبرهم أن في أحدهما أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم وقبائلهم من حين خلق الله الناس إلى يوم القيامة وفي الكتاب الآخر أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من حين خلق الله الناس إلى يوم القيامة ولو كتب هذا بالكتابة المعهودة ما وسعت الأوراق مدينة فكيف أن يحيط بذلك كتابان في يدي الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهذا من علم إدخال الواسع في الضيق من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع فمن شاهد هذه الأمور مشاهدة وحصلت له ذوقا فذلك هو العالم بالله وبما هو الأمر عليه في نفسه وعينه فإن الصحيح أن لشي‏ء لا يدرك إلا بنفسه وليس له دليل قاطع عليه سوى نفسه والبصر له الشهود والعقل له القبول وأما من طلب معرفة الأمور بالدلائل الغريبة التي ليست عين المطلوب فمن المحال أن يحصل على طائل ولا تظفر يداه إلا بالخيبة فأما المقربون فهم بين يدي الله في مقابلة الذات الموصوفة باليدين فإنهم لتنفيذ الأوامر

الإلهية في الخلق في كل دار وأما أهل اليمين فليس لهم هذا التصريف بل هم أهل سلامة وبراءة لما كانوا عليه وهم عليه من قوة الحكم على نفوسهم وقمعهم هواهم باتباع الحق وأما أهل اليد الأخرى الذين قيل فيهم إنهم أصحاب الشمال فنكسوا رءوسهم ومنهم المقنع رأسه الذي لا يرتد إليه طرفه بهتا لعظيم ما يرى فلا يرى طائفة من هؤلاء الثلاثة إلا ما يعطيه مقامها ومنزلها ومكانها فتشهد كل طائفة من الله خلاف ما تشهده الأخرى والحق واحد فلو لا ما هو الأمر واحد الكثرة لما اختلف شهودهم فلو لا الكثرة في الواحد لما كان الأمر إلا واحد إلا يقبل القسمة وقد قبل القسمة فالأصل كهو وهذا سبب وجود الدارين في الآخرة والكفتين في الميزان والرحمة المقيدة بالوجوب والمطلقة بالامتنان وتفاضل المراتب في الدرجات في الجنان والدركات في النار

فليس إلا الواحد الكثير *** بمثل هذا تشهد الأمور

فانظر إذا ما جاءك الغرور *** حقا بلا شك له النذير

وكل ما تقوله فزور *** تضيق من سماعه الصدور

فإذا تجلى الحق في صفة الجبروت لمن تجلى من عباده فإن كان المتجلي له ليس له مدبر غير الله كجبل موسى تدكدك لتجليه فإنه ما فيه غير نفسه وإن كان له مدبر قد جعله الله له كتدبير النفوس الناطقة أبدانها لم تتدكدك أجسامها لكن‏


مخطوطة قونية
8168
8169
8170
8171
8172
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 485 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!