موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سرين من عرفهما نال الراحة فى الدنيا والآخرة والغيرة الإلهية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 314 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

من الأفعال والأحوال ليتذكر بعقله شهوده ذلك من ربه فيه في حال عدمه لما كان عليه من الثبوت الذي أوجب له قبول التصرف إلهي فيه وبتلك الحالة الثبوتية امتثل أمر الحق بالتكوين فإن الأمر لا يرد إلا على متصف بالسمع فالقول الإلهي لم يزل والسمع الثبوتي لم يزل وما حدث إلا السمع الوجودي الذي هو فرع عن السمع الثبوتي فانتقلت الحال على عين السمع ما انتقل السمع فإن الأعيان لا تنقلب من حال إلى حال وإنما الأحوال تلبسها أحكاما فتلبسها فيتخيل من لا علم له أن العين انتقل فالأحوال تطلب الأسماء الإلهية لا أن الأعيان هي الموصوفة بالطلب ويحدث للاعيان أسماء والقلب بحسب أحكام الأحوال التي تنقلب عليها ولو لا الأحوال ما تميزت الأعيان فإنه ما ثم إلا عين واحدة تميزت بذاتها عن واجب الوجود كما اشتركت معه في وجوب الثبوت فله تعالى وجوب الثبوت والوجود ولهذه العين وجوب الثبوت فالأحوال لهذه العين كالاسماء الإلهية للحق فكما إن الأسماء للعين الواحدة لا تعدد المسمى ولا تكثره كذلك الأحوال لهذه العين لا تعددها ولا تكثرها مع معقولية الكثرة والعدد في الأسماء والأحوال وبهذا صح لهذه العين أن يقال فيها إنها على الصورة أي على ما هو عليه الأمر الإلهي فحصل لهذه العين الكمال بالوجود الذي هو من جملة الأحوال التي تقلبت عليها فما نقصها من الكمال إلا وهو نفى حكم وجوب الوجود للتمييز بينها وبين الله إذ لا يرتفع ذلك ولا يصح لها فيه قدم وله تمييز آخر وذلك أن الحق يتقلب في الأحوال لا تتقلب عليه الأحوال لأنه يستحيل أن يكون للحال على الحق حكم بل له تعالى الحكم عليها فلهذا يتقلب فيها ولا تتقلب عليه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ فإنها لو تقلبت عليه أوجبت له أحكاما وعين العالم ليس كذلك تتقلب عليه الأحوال فتظهر فيها أحكامها وتقليبها عليها بيد الله تعالى فأما تقليب الحق في الأحوال فمعلوم بالنزول والاستواء والمعية والضحك والفرح والرضي والغضب وكل حال وصف الحق به نفسه فهو سبحانه يتقلب فيها بالحكم فهذا الفرق بيننا وبين الحق وهو أوضح الفروق وأجلاها فوقعت المشاركة في الأحوال كما وقعت في الأسماء لأن الأسماء هي أسماء الأحوال ومسماها العين كما أنه لها الأسماء بنسبة غير هذه النسبة ومسماها الحق ف هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ العالم القدير وأنت السميع البصير العالم القدير فحال السمع والبصر والعلم والقدرة لنا وله بنسبتين مختلفتين فإنه هو هو ونحن نحن فلنا آلات ونحن له آلات فإن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده وقال فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏ والآلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فالتقلب للحق في الأحوال لإظهار أعيانها كتقلب الواحد في مراتب الأعداد لإظهار أعيانها واعلم أن هذا المنزل ما سمي منزل سرين إلا لسر عجيب وهو أن الشي‏ء الواحد تثنيه نفسه لا غيره في المحسوس والمعقول فأما في المحسوس فآدم ثناه ما فتح في ضلعه القصير الأيسر من صورة حواء فكان واحدا في عينه فصار زوجا بها وليست سوى نفسه التي قيل بها فيه إنه واحد وأما في المعقول فالألوهية ليست غير ذاته تعالى ومعقول الألوهة خلاف معقول كونه ذاتا فثنت الألوهة ذات الحق وليست سوى عينها فكما بث في الحس من آدم ومن ثناه من ذاته رجالا كثيرا ونساء على صورة الزوجين كذلك بث من ذات الحق تعالى وكونه إله العالم على صورة هذين المعقولين فالعالم خرج على صورة مؤثر ومؤثر فيه للتوالد أي لتوالد أجزائه فإن الألوهة حكم للذات فيها حكمت بإيجاد العالم فلما آثرت الحكم بإيجاد العالم لذلك ظهر العالم بصورة من أوجده بين مؤثر ومؤثر فيه كما جرى في المحسوس فإن الله ما خلق من آدم وحواء أرضا ولا سماء ولا جبلا ولا غير نوعه بل ما خلق منهما إلا مثلهما في الصورة والحكم‏

إن التي كان الوجود بكونها *** ذات يقدس لفظها معناها

إني لأهواها وأهوى قربها *** مني وأهوى كل من يهواها

ليلى ولبني والرباب وزينب *** أتراب من حبي لها محياها

لو مت مات وجودها بمماتنا *** فوجودنا عين لها وسواها

عجبا لنا ولها فإن وجودنا *** فرد فلا ثان فمن ثناها

ولما كان الأصل واحدا وما ثناه سوى‏

نفسه ولا ظهرت كثرة إلا من عينه كذلك كانت له في كل شي‏ء من العالم آية تدل‏


مخطوطة قونية
7476
7477
7478
7479
7480
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 314 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!