موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة المنزل الأقصى السريانىّ وهو من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 242 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فالسعيد من حال الله بينه وبين ربوبيته وأقامه عبدا في جميع أحيانه يخاف ويرجو إيمانا ولا يخاف ولا يرجى عيانا

إنما العبد من يخاف ويرجو *** ليس بالعبد من يخاف ويرجى‏

ولهذا من كل سوء يوقى *** ولهذا عن كل فعل يزجي‏

فتراه بكل وجه سعيدا *** وإذا زل بالقضاء ينجى‏

يحشر العبد في الوفود إليه *** وإذا لم يكن بعبد فيرجى‏

فإذا ما نجا الذي يتقيه *** فالذي قام في المعارف أنجى‏

كل من تدرك الحقائق منه *** ما لديه مما لها فمنجى‏

[أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن‏]

اعلم أيدك الله أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن ومن لم يجمع بينهما فليس بعالم خصوصي ولا مصطفى وسبب ذلك أن حقيقة العلم تمنع صاحبها أن يقوم في أحواله بما يخالف علمه فكل من ادعى علما وعمل بخلافه في الحال الذي يجب عليه عقلا وشرعا العمل به فليس بعالم ولا ظاهر بصورة عالم ولا تغالط نفسك فإن وبال ذلك ما يعود على أحد إلا عليك فإن قلت قد نجد من يعلم ولا يرزق التوفيق للعمل بعلمه فقد يكون العلم ولا عمل قلنا هذا غلط من القائل به لتعلم إن مسمى العلم ينطلق اسمه على ما هو علم وما ليس بعلم فإن الله تعالى يقول فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ فأعلمنا أنهم عملوا بما علموا ولكن لا أريد بالعلم إلا ما حصل عن مشاهدة المعلوم فإن حصل عن دليل فكري فليس بعلم حقيقي وإن كان في نفس الأمر علما كما

قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين ذكر سورة في القرآن ولم يسمها ليختبر أصحابه فوقع في نفس بعض أصحابه أنها ربما تكون الفاتحة فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنها الفاتحة ولم تقع للصاحب على جهة القطع فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين أخبره بما وقع له ليهنك العلم‏

فهو علم في نفس الأمر لا عند هذا الصاحب الذي وقع له ذلك فلما كان هذا كذلك ذهب من ذهب إلى القول بالعمل بخلاف العلم مع وجود العلم والصحيح إذا اختبرته وبحثت عليه وجدت الحق فيما ذهبنا إليه ولهذا

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لمن فهم عنه إن الله إذا أراد مضاء قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا أمضى فيهم قضاءه وقدره ردها عليهم ليعتبروا

وليس سوى ذهاب العلم عنهم والاعتبار عمل أوجبه العلم فهذا عين ما ذهبنا إليه قال تعالى في حق قوم يَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَياةِ الدُّنْيا فعملوا بما علموا وهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ فلم يعملوا لها فإنه أغفلهم عنها فنسوا آخرتهم فتركوا العمل لها إِنَّ في ذلِكَ

لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ قال تعالى آمرا وذكر يعني بالعلم من غفل عنه أو نسيه فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وهم الذين علموا ما ثم بنور الايمان كشفا ثم إنهم غفلوا فحيل بينهم وبين ما علموه من ذلك وكان المشهود لهم ما كانوا به عالمين في وقت نسيانهم فإذا ذكروا تذكروا وقام لهم شهود ما قد كانوا علموه فنفعتهم الذكرى فعملوا بما علموا فشهد الله فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ فإذا رأيت من يدعي الايمان ويذكر فلا يقع له نفع بما ذكر به علمت أنه في الحال ليس بعالم بما آمن به فليس بمؤمن أصلا فإن شهادة الله حق وهو صادق وقد أعلمنا أن المؤمن ينتفع بالذكرى وشهدنا أن هذا لم ينتفع بالذكرى فلا بد أن نزيل عنه الايمان تصديقا لله ولا معنى للنفع إلا وجود العمل منه بما علم وما نرى أحدا يتوقف بالعمل فيما يزعم أنه عالم به إلا وفي نفسه احتمال ومن قام له في شي‏ء احتمال فليس بعالم به ولا بمؤمن بمن أخبره بذلك إيمانا يوجب له العلم مع أنك لو سألته لقال لك ما نشك في إن ما جاء به هذا الشخص حق يعني الرسول عليه السلام وأنا به مؤمن فهذا قول ليس بصحيح إلا في وقت دعواه عند بعض الناس ثم إذا خلى بفكره قام معه الاحتمال فكان ذلك الذي تخيل أنه علم أمر عرض له وبعضهم لا يزول عنه الاحتمال في وقت شهادته إن هذا حق صريح مع وجود الاحتمال وسبب هذه الشهادة بذلك أن الأمر إذا كان يحتمل أن يكون صدقا ويحتمل أن يكون كذبا فتجلى له في الوقت صدق ورده وتصديقه لذلك الذي هو به مؤمن أحد محتملات ذلك الخبر وهو كونه صدقا هذا هو المشهود له في ذلك الحال فيقطع في ذلك الوقت بصدقه‏


مخطوطة قونية
7165
7166
7167
7168
7169
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 242 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!